إغراق إيلات.. شهادت قادة الاحتلال عن عملية الضفادع البشرية المصرية

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 10:00 م
إغراق إيلات.. شهادت قادة الاحتلال عن عملية الضفادع البشرية المصرية المدمرة إيلات

محمد عبد الرحمن

تحل، اليوم، الذكرى الثامنة والخمسون لإحدى أبرز العمليات البحرية فى التاريخ العربى الحديث، وهى عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" على يد القوات البحرية المصرية فى 21 أكتوبر 1967، هذه العملية البطولية مثّلت نقطة تحول محورية فى الصراع العربى الإسرائيلى بعد نكسة يونيو 1967، إذ أعادت الثقة للجيش المصرى وللشعب العربى بأسره فى قدرته على المواجهة والرد.

خلفية العملية

كانت المدمرة إيلات – التى كانت تعرف سابقًا باسم HMS Zealous / R39 – إحدى أضخم القطع فى الأسطول الإسرائيلى آنذاك، وتشكل نصف قوة المدمرات فى البحرية الإسرائيلية، فى ذلك اليوم، كانت المدمرة تقوم بدورية أمام سواحل بورسعيد بالبحر الأبيض المتوسط، وعلى متنها نحو مئة فرد من الطاقم إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية في رحلة تدريبية.

في الوقت نفسه، كانت القوات البحرية المصرية تراقب التحركات الإسرائيلية بدقة، خاصة بعد محاولات متكررة من "إيلات" لاختراق المياه الإقليمية المصرية منذ يوليو 1967، في إطار سياسة "إثبات الوجود" التي تبنّتها القيادة الإسرائيلية حينها.

العملية البطولية

في مساء 21 أكتوبر 1967 أطلقت القوات البحرية المصرية صواريخها من لنشات الصواريخ السوفيتية الصنع من طراز "كومار" باتجاه المدمرة الإسرائيلية، في أول استخدام فعلي ناجح لصواريخ بحر–بحر في التاريخ العسكري الحديث.

أصاب أول صاروخ المدمرة إصابة مباشرة أدت إلى اشتعال النيران فيها، ثم أعقبته ضربة ثانية أجهزت عليها تمامًا، لتغرق "إيلات" بعد ساعات قليلة أمام سواحل بورسعيد، وسط حالة من الذهول في الأوساط العسكرية الإسرائيلية والعالمية.

الخسائر والتداعيات

أسفرت العملية عن مقتل 47 بحّارًا من طاقم السفينة، فيما اعتبر بعض الناجين أن المدمرة نفسها كانت "الغريق رقم 48"، كما أورد ذلك الجندي الإسرائيلي موشيه ليفي في روايته الأدبية التي حملت عنوان "الغريق 48 – قصة المدمرة إيلات".

وفي كتابه، قدّم ليفي وصفًا مؤلمًا للحظات الأخيرة على متن المدمرة، وكيف واجه البحّارة الموت في عرض البحر بعد ساعات طويلة من الانتظار وسط الأمواج والنيران.

شهادات من الجانب الاحتلال

تناول عدد من قادة البحرية الإسرائيلية تفاصيل الحادثة في كتبهم ومذكراتهم، مؤكدين أن ما قامت به البحرية المصرية كان عملاً جريئًا غير مسبوق.

فقد أصدر قائد المدمرة إيلات مذكراته تحت عنوان "المعركة الأخيرة للمدمرة إيلات"، وصف فيها العملية الفدائية التي نفذها الضابط المصري عوني عازر بأنها شجاعة بلغت حدّ الجنون، وأقرّ بأنه شعر بالرعب عندما شاهد لنش الصواريخ المصري يتجه نحوهم بسرعة كبيرة، مشيرًا إلى أن القيادة البحرية الإسرائيلية أخفقت في تجهيز المدمرة بالأسلحة اللازمة لحمايتها.

أما الضابط الإسرائيلي شوشان، فأشار في مذكراته إلى أن الكارثة لم تبدأ في يوم الغرق نفسه، بل منذ يوليو 1967 حين صدرت أوامر بالتوجه إلى شواطئ بورسعيد "لإثبات الوجود"، في حين كان الهدف الحقيقي – كما يقول – تنفيذ عمليات عدائية ضد السفن المصرية، ما جعل "إيلات" فريسة مؤكدة.

الأثر الاستراتيجي والسياسي

مثّلت عملية إغراق المدمرة "إيلات" نقطة تحول كبرى في مسار الصراع العربي الإسرائيلي.

فعلى الصعيد العسكري، كانت العملية أول انتصار مصري بعد النكسة، وأثبتت كفاءة سلاح البحرية المصري وقدرته على التخطيط والتنفيذ بدقة عالية، كما أنها غيّرت مفاهيم القتال البحري عالميًا، إذ كانت المرة الأولى التي يُستخدم فيها صاروخ بحري لتدمير مدمرة في معركة فعلية.

أما على الصعيد السياسي، فقد أعادت الروح المعنوية للشعب المصري والعربي، وأكدت أن الهزيمة في 1967 لم تكن نهاية المطاف. كما أجبرت إسرائيل على إعادة النظر في استراتيجيتها البحرية، وأحدثت صدمة في المجتمع الإسرائيلي الذي لم يتوقع خسارة بهذا الحجم في تلك الفترة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة