علا رضوان

ياسمين ناصر.. المقاومة بطعم ونكهة الصمود

الأحد، 19 أكتوبر 2025 07:37 م


ولأن الكتابة حاجة ضرورية للتعبير والتوثيق وصوت الإنسان عبر الزمن، فدعونى أوثق قصة من قصص المقاومة لامست روحى وروح غزة.

فى وقت الحرب وازدياد المحن، وفى قلب الحصار وألم الجوع، أطلت عليهم تلك العربية بوحها الصبوح وصوتها الذى يحمل هيبة وحضورا بجمل تشجعيه تحمل دعما ومساندة موجهة لأهل غزة. يا أبطال غزة المرابطين أو يا أطفال غزة الصابرين. هى الشيف الأردنية ياسمين ناصر. نذرت نفسها للمقاومة والرباط مع أهل غزة وإن لم تكن وسطهم خرجت بفكرة تحويل أى شيء موجود فى بيئة الحرب إلى طعام وأطلقت عليه أسماء محببة وشهية، فأضاءت الأمل بملاعق الطبخ وأوانى المطبخ، لم تكن مجرد طاهية تنشر وصفات على الإنترنت، بل كانت صوتًا للمقاومة، ورسالة حية على أن الإنسان قادر على تحويل الألم إلى فعلٍ يُلهم، والمأساة إلى فرصة للبقاء.
فى ظل حصارٍ خانقٍ جعل من لقمة العيش حلمًا بعيد المنال، استخدمت ياسمين كل مهارتها فى الطهى لتمنح أهل غزة سبيلاً للمقاومة اليومية. كانت تُقدّم وصفات بمكونات محدودة، موادّها قليلة لكنها مليئة بالحب والتحدى. أشهر وصفاتها، “دجاج غزة”، الذى كان يخلو من الدجاج وإن لم يخلُ من البروتين ورائحى الدجاج.
لم تكن مجرد وصفة شهية، بل كانت رمزًا للإبداع فى وجه الجوع، ورسالة إلى العالم بأن الحياة رغم كل شيء مستمرة.
لكن ما جعل ياسمين استثنائية ليس فقط امتلاكها موهبة الطهى، بل قدرتها على تحويل الطبخ إلى خطاب إنسانى. فى كل مقطعٍ نشرته، كانت تمتزج رائحة الطعام بحكايا الألم والصمود، وتتحول الملاعق إلى أدوات للتعبير والمقاومة. من خلال كلماتها الهادئة وابتسامتها الصادقة، نقلت للعالم صورة غزة التى لا تُكسر، غزة التى تصنع الحياة من بين الركام. وتأكل الصبار كوجبة بطعم المقاومة.
لقد أثبتت ياسمين أن المقاومة ليست دائمًا رصاصة تُطلق، بل قد تكون وجبة تُطهى بحبٍّ فى مطبخ بسيط. كل وصفة كانت رسالة تضامن، وكل طبق كان خطوة نحو إعادة إنسانيةٍ تُنسى. أن قصة ياسمين ناصر تعلمنا أن القوة ليست فى السلاح، بل فى الإصرار، وأنّ الطهى، حين يقترن بالإيمان والرحمة، يصبح شكلًا من أشكال النضال وجسرًا يربط بين الشعوب.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب