حالة يبحثها العلماء.. عجوز أمريكى لا يصاب بالزهايمر رغم حمله جينات المرض

رغم حمله للجينات الوراثية للمرض، والتى تعنى الإصابة المؤكدة به، إلا أن الأمريكى دوج ويتنى، البالغ من العمر 76 عاما، لم يصب به فعليا، فى حالة استثنائية حيرت العلماء.ووفقا لموقع "Fox news"، كان من المفترض أن يصاب دوج بمرض الزهايمر، ولكن على الرغم من كل الصعوبات الجينية، فقد تمكن من الإفلات من مرض الخرف الشائع لعقود من الزمن.

نشر باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس مؤخرًا دراسة ركزت على حالة دوج ويتني، والذى يعاني من طفرة جينية نادرة موروثة في جين البريسينيلين 2 (PSEN2)، الأمر الذى يضمن عمليًا الإصابة المبكرة بمرض الزهايمر، لكن ذلك لم يحدث.

وبحسب بيان صحفي صادر عن جامعة واشنطن، فإن جميع أفراد عائلة ويتني الذين ورثوا هذا الجين، قد عانوا من تدهور إدراكي ابتداء من أوائل الخمسينيات من عمرهم أو قبل ذلك، مع ذلك، لا تظهر على ويتني أي علامات تدهور عقلي، وتساءل باحثو جامعة واشنطن عما إذا كان استمرار صحته الإدراكية يُسهم في حماية الآخرين من المرض.

وقام الباحثون بتحليل بيانات دوج الجينية، وحددوا "التغيرات في الجينات والبروتينات"، التي يمكن أن تفسر كيف تحدى الصعاب ليظل متيقظا ذهنيا، واكتشف الباحثون أيضًا أن دماغ ويتني لم يكن به أي تراكم تقريبًا من بروتين تاو، وهو البروتين المميز الذي يشير إلى بداية التدهور الإدراكي.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور راندال جيه باتمان، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة واشنطن، "تشير هذه الدراسات المكثفة إلى مقاومة ملحوظة لعلم أمراض تاو والتنكس العصبى".

بتشجيع من ابن عمه، جاء دوج ويتني إلى جامعة واشنطن عام 2011، للمشاركة في دراسة تُركّز على العائلات التي تُعاني من أشكال وراثية من مرض الزهايمر، إذ أُصيب العديد من أقاربه بالمرض في مراحله المبكرة في ذلك الوقت، كان يعتقد أنه لا يحمل هذا الجين، لكنه تمكن بالفعل من الهروب من المسار المتوقع للمرض.

كانت والدة دوج ويتني واحدة من أربعة عشر طفلاً، تسعة منهم مصابون بجين الزهايمر، توفي عشرة منهم قبل بلوغهم سن الستين، أما شقيق ويتني نفسه، فقد أصيب بالمرض قبل وفاته في سن الخامسة والخمسين، حيث قال دوج أنه كان يبلغ من العمر 61 عامًا آنذاك، أي أكبر بكثير من السن الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه المرض. لكنهم أجروا له  فحصًا الذى أكد أمتلاكه للجين المسبب للمرض.

وقام الباحثون من أجراء فحصًا لدوج ثلاث مرات للتأكد من عدم وجود أي خلل، لكن الامر المدهش هو امتلاكه بالفعل للطفرة الجينية المسببة للمرض، دون ظهور أى أعراض فعليه عليه، الامر الذى مثل مفاجئة حقيقية للباحثين.

وفي هذه الدراسة الأحدث، يهدف باحثو جامعة واشنطن إلى استكشاف الأسباب المحتملة لعدم إصابة ويتني بمرض الزهايمر، مؤكدين انه فى حالة  اكتشاف الآلية وراء هذه المرونة الاستثنائية التى يحملها ويتنى، يمكنهم  محاولة تكرارها باستخدام علاج مستهدف مصمم لتأخير أو منع ظهور مرض الزهايمر، والاستفادة من نفس العوامل الوقائية التي منعت ويتني من الإصابة بهذا المرض لصالح الآخرين.