أكدت حركة حماس أن إقرار وزارة القضاء الإسرائيلية بتدهور ظروف الأسرى الفلسطينيين في السجون، يمثل اعترافا بما ترتكبه حكومة الاحتلال من انتهاكات وجرائم مروعة بحقهم.
وقالت الحركة، في بيان، الخميس، إن ما وثقته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلاً عن مكتب الدفاع العام التابع لوزارة القضاء الإسرائيلي، بشأن التدهور الحاد في ظروف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، يمثل إقراراً رسمياً من حكومة الاحتلال على ما ترتكبه من انتهاكات مروّعة بحق أسرانا، تسببت في استشهاد العديد منهم تحت التعذيب والإهمال الطبي المتعمد.
وشددت حماس على أن هذا التوثيق الخطير، مضافاً له عشرات التقارير الدولية والأممية، يؤكد حجم السادية والإجرام غير المسبوق الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى، واستهتاره المطلق بكل القوانين الدولية والإنسانية التي تُجرّم التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية.
وطالبت الحركة المنظمات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتحمّل مسؤولياتها والقيام بتحرك عاجل للكشف عن حجم الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها أسرانا داخل السجون، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم الواضحة أمام العالم، والتي لن تسقط بالتقادم.
وكشف تقرير صادر عن مكتب الدفاع العام في إسرائيل عن تدهور حاد في ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023.
وأشار التقرير إلى مستويات خطيرة من الاكتظاظ والجوع والتعرض للضرب شبه اليومي، في اعتراف رسمي نادر بظروف طالما أكدها أسرى سابقون ومنظمات حقوقية.
ووصف المكتب، في تقريره الذي شمل عامي 2023 و2024، الوضع بأنه واحدة من أخطر أزمات الاحتجاز التي عرفتها إسرائيل.
واستند التدقيق إلى زيارات أجراها فريق من المحامين لعشرات مراكز الاحتجاز التابعة لمصلحة السجون، بينها 8 مرافق تحتجز أسرى فلسطينيين، أجرى خلالها الفريق مقابلات مع السجناء وفحص بيئتهم.
وجاء في التقرير أن الأسرى الفلسطينيين يعانون جوعا شديدا انعكس في فقدان حاد للوزن وحالات إغماء وضعف جسدي شديد، وأن كثيرا منهم بدوا هزيلين بشكل واضح.
كما أفاد أسرى بأنهم يُحرمون أحيانا من مياه الشرب، وسط نقص حاد في منتجات النظافة وانتشار واسع للجرب الذي تحول إلى وباء خلال الحرب.
وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 9300 فلسطيني، من بينهم 3368 معتقلاً رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وأكثر من 350 طفلًا وقرابة 50 سيدة، إضافة إلى أكثر من 1340 أسيرًا من قطاع غزة، بينهم 1205 معتقلين تحت مسمى المقاتل غير الشرعي.