تشهد أسواق المعادن الثمينة فى 2025 موجة صعود قوية، حيث اقتحمت أسعار الذهب عتبة 4 آلاف دولار للأونصة لأول مرة، بينما قفزت الفضة إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ عقود، ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع قيمة الدولار، وزيادة التوجس الاقتصادى العالمى،ويتجه المستثمرين نحو المعادن باعتبارها ملاذا آمنا فى أوقات عدم اليقين.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الإكونوميستا الإسبانية فإن هناك عدد من الأسباب، منها الطلب على الملاذ الآمن، حيث أنه فى ظل الأزمات الاقتصادية والتوترات العالمية، يلجأ المستثمرون إلى الذهب والفضة كملاذ آمن بعيدًا عن الأسهم والعملات ذات المخاطر.
ويعتبر تراجع الدولار الأمريكى، يجعل المعادن المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمشترين بعملات أخرى، مما يعزز الطلب، مع الطلب الصناعى المتصاعد فى الفضة والبعض من المعادن البلاتينية تدخل فى صناعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات، ما يزيد الطلب الصناعى عليها، بالإضافة إلى نقص العرض وقيود الإنتاج، حيث فى بعض الدول المنتجة، يعانى الإنتاج من مشاكل لوجستية أو تنظيمية أو من ظروف مناخية تؤثر على المناجم، على سبيل المثال، البلاتين يتوقع أن يعانى من عجز مقدر فى 2025 بسبب ضعف الإنتاج والتركيز على إعادة التدوير.
وهناك توقعات بتحفيض الفائدة فى الاقتصاد العالمى تُنعش الطلب على الأصول التى لا تدر فائدة مباشرة، ومنها المعادن الثمينة.
أبرز المعادن التى تشتعل أسعارها فى السوق العالمية
الذهب
يُعد الذهب المعيار التقليدى للقيمة، وقد بلغ سعره مستويات قياسية فى 2025، فقد ارتفع بأكثر من 50% منذ بداية العام، مُدعومًا بشراء البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، كما أن بنك أوف أمريكا رفع توقعاته لسعر الذهب إلى 5,000 دولار للأونصة بحلول 2026، فى مؤشر على الثقة القوية بصعوده المستمر.
الفضة
قفزت الفضة بشكل حاد خلال 2025، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفعها إلى التفوق فى بعض الأحيان على أداء الذهب من ناحية النسب المئوية، رغم أنها تعد أكثر تقلبًا من الذهب، إلا أن الطلب الصناعى القوى خاصة فى الطاقة والتكنولوجيا يضفى عليها قوة فى السوق.
شهدت أسعار الفضة بنسبة تتراوح بين 12 و15% خلال أسبوعين لتسجل أعلى مستوى لها منذ 2013، مدفوعة بتزايد الطلب خاصة فى قطاع الطاقة الشمسية الذى يستخدم الفضة فى الألواح الكهروضوئية.
البلاتين والمعادن البلاتينية (PGMs)
وتشمل هذه الفئة المعادن مثل البلاتين والبلاديون والروديون والإيريديون والأسميوم، وغيرها. ويعتبر ارتفاع أسعار البلاتين يعود إلى خسائر فى الإمداد بسبب مشكلات الإنتاج فى الدول الرئيسية.
أما البلاديوم غالبًا ما يُصنف كمعدن أغلى من الذهب فى بعض الفترات، بسبب استخدامه الواسع فى محولات السيارات، وهو ما يجعل أسعاره فى ارتفاع مستمر.
ويعتبر الروديوم يُعتبر من أكثر المعادن ندرة وقيمة، يستخدم بشكل كبير فى المحولات الكاتاليتية للسيارات، ويتميز بسعر مرتفع جدًا بسبب العرض المحدود.
المعادن الأكثر ندرة والأغلى فى العالم
عند الحديث عن "المعدن الأكثر غلاءً"، لا يُقاس الأمر دائمًا بالمعادن التقليدية مثل الذهب أو الفضة، بل هناك معادن نادرة جدًا وسوقها محدود للغاية، وفقا لصحيفة إنفوباى الأرجنتينية.
ويعتبر الروديوم الأغلى فى العالم بسبب ندرة تركيزه وصعوبة استخلاصه بالإضافة إلى الطلب الكبير عليه بسبب السيارات. ويأتى فى المقام الثانى، الإيريدوم، المعروف بصلابته ومقاومته للتآكل، ويستخدم فى تجهيزات تتطلب مواد تتحمل درجات حرارة وضغوط عالية. الأوسميوم، يُعد من أقل المعادن توزيعًا فى القشرة الأرضية، ويُوضع ضمن قائمة المعادن النادرة الأغلى.
الرينيوم، يعتبر أيضًا يُعد من العناصر النادرة جدًا، ويستخدم بصورة كبيرة فى المحركات النفاثة والسبائك العالية الأداء، ويصنف من المعادن الثمينة للغاية.
باختصار، الروديوم غالبا يُحسب على أنه أغلى معدن متداول فى الأسواق التجارية، لكنه ليس الأثمن من حيث الندرة المطلقة أو الاستخدامات الخاصة.