دراسة تربط بين الإصابة بمرض الفصام ونقص الحديد بالدماغ

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 11:00 م
دراسة تربط بين الإصابة بمرض الفصام ونقص الحديد بالدماغ نقص الحديد بالدماغ

كتبت: دانه الحديدى

الفصام هو اضطراب نفسي حاد يتميز بالهلوسة، واضطراب الكلام والتفكير، ومعتقدات خاطئة عن العالم أو الذات، وصعوبة التركيز، وأعراض أخرى تؤثر على الأداء اليومي، ورغم أن الفصام كان موضوعًا للعديد من الدراسات البحثية، إلا أن أساس الإصابة به والعصبية لم يتم تحديدها بشكل تام حتى الآن.

وبينما تشير بعض دراسات تصوير الدماغ السابقة إلى أن الفصام يرتبط بمستويات غير طبيعية من الحديد والميالين في الدماغ، إلا أن النتائج التي جُمعت حتى الآن متضاربة، فالحديد معدن معروف بمساهمته في وظائف الدماغ السليمة، بينما الميالين مادة دهنية تُشكل غلافًا حول الألياف العصبية، يحميها ويدعم توصيلها للإشارات الكهربائية، وفقا لموقع "Medical xpress".

وقام باحثون في كلية كينجز كوليدج لندن، ومستشفى هامرسميث، وإمبريال كوليدج لندن، مؤخرًا باستكشاف إمكانية ارتباط الفصام بمستويات غير طبيعية من الحديد والميالين في الدماغ، وقد كشفت نتائجهم، المنشورة في مجلة الطب النفسي الجزيئي، عن مؤشرات حيوية جديدة محتملة للفصام، من شأنها تحسين فهم آلياته الدماغية الكامنة.

تفاصيل الدراسة

قال الدكتور لوك جيه فانو، الباحث الرئيسي للدراسة، إن الحديد ضروري للعديد من العمليات العصبية، لكن فرطه يسبب تلفًا تأكسديًا ، لذا تُحافظ مستوياته في الدماغ على توازن دقيق، وأضاف أن دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي الحساسة للحديد، التي تُركز على الفصام، أسفرت عن نتائج متضاربة، حيث سجلت زيادات وانخفاضات، وبما أن الميالين، الذي يزيد من نقل إشارات الدماغ، يؤثر على التصوير بالرنين المغناطيسي الحساسة للحديد، فإن تباين الميالين قد يعقد تفسير النتائج.

في إطار دراستهم، فحص الدكتور فانو وزملاؤه أدمغة 85 فردًا مشخصًا بالفصام و86 فردًا مُطابقًا كمجموعة ضابطة، لدراسة أدمغة المشاركين في الدراسة، استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي ( MRI ) الحساس للحديد والميالين، وهي تقنيات تصوير تمكن الباحثين من الكشف عن مستويات الحديد والميالين في مناطق محددة من الدماغ .

نتائج الدراسة

باستخدام هذه التقنيات التجريبية، أشارت نتائج الباحثين إلى وجود شذوذ في الحديد والميالين يؤثر على مناطق محددة في أدمغة الأفراد الذين شُخِّصوا بالفصام، بما في ذلك المنطقة المذنبة، والبطامة، والكرة الشاحبة، وتتوافق نتائجهم مع نتائج بعض الدراسات السابقة، وقد تساعد في رسم صورة أوضح لفيزيولوجيا المرض.

وقال الدكتور فانو: "وجدنا أن مرضى الفصام لديهم حساسية مغناطيسية أقل ، ومتوسط انتشار أعلى، وتباين حساسية مغناطيسي أقل، مما يشير إلى أن مستويات الحديد والميالين في الدماغ تكون أقل لدى مرضى الفصام"، مضيفا أن هذا  كان أكثر وضوحًا في المناطق الغنية بالخلايا الدبقية قليلة التغصن، وبما أن الخلايا الدبقية قليلة التغصن تستخدم الحديد لتكوين الميالين، فإن هذا يربط خلل وظيفة الخلايا الدبقية قليلة التغصن بالفصام، مما يُبرز الآلية الكامنة وراء هذا كمجال بحثي مهم.

قد يُمهّد البحث الأخير الطريق قريبًا لمزيد من الأبحاث التي تستكشف دور نقص الحديد والميالين في الأعراض المختلفة للفصام، وفي المستقبل، قد يُسهم هذا العمل أيضًا في تطوير علاجات بديلة لهذا الاضطراب، والتي قد تُعزّز، على سبيل المثال، إصلاح الميالين أو تسعى لرفع مستويات الحديد.

وأضاف الدكتور فانو: "بعد ذلك، سنختبر نفس العلامات لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفصام، بالإضافة إلى ذلك، سنقيّم مدى قدرتها على التنبؤ باستجابة المرضى للعلاجات النفسية".

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب