أكرم القصاص

مصر ونهاية «التطهير والتهجير».. الدولة الفلسطينية هى الحل والبديل والسلام

الجمعة، 31 يناير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن رفض تام لتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة، كان ينطلق من موقف مصرى واضح، وحاسم، بل إن مصر انتبهت مبكرا لمخططات التهجير، عندما كانت مجرد إشارات يتم دسها فى التصريحات الإسرائيلية، بعد «7 أكتوبر 2023» التى تمثل تحولا ضخما فى سياقات الأحداث، حيث اتخذها نتنياهو والاحتلال ذريعة لشن حرب إبادة، كان من الواضح أنه تجاوز أى رد فعل أو دفاع عن النفس إلى دمار شامل، ومخطط يهدف لجعل غزة غير صالحة للحياة، وهو مخطط معروف على مدى عقود، حمل أسماء من أبرزها «حقل الأشواك» والذى خطط له عدد من جنرالات المخابرات الإسرائيلية، بهدف الضغط على سكان غزة وإزاحتهم إلى سيناء، وهى محاولات جرت جزئيا قبل ذلك، وتعاملت معها مصر بشكل حاسم.
 
وخلال هذه الحرب سعى نتنياهو إلى تطبيق مخطط «حقل الأشواك» فى غزة، ومارس أنواعا من الابتزاز، وأطلق شائعات كثيرة بخصوص المعابر، وروّج أكاذيب بشأن ذلك، وساعدته منصات معادية اعتادت ترويج الشائعات، زعمت فى البداية أن مصر تغلق المعبر، ثم روجت لوجود اتفاقات حول التهجير، وكلها كانت تسريبات ومخططات إشغال من الاحتلال، وكشفت عن تحالف تنظيم خصوم مصر بالخارج مع الاحتلال، ومع توقف الحرب، اتضح أن مصر كانت ترفض أى مخططات للتهجير، وأنها كانت تحمى إرادة الشعب الفلسطينى، الذى صمد فى وجه تلك المخططات رغم جرائم الحرب والإبادة التى تعرض لها من قوات الاحتلال.
 
من هنا، فإن الموقف المصرى كان واضحا وحاسما منذ البداية،  وما أعلنه الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع نظيره الكينى، كان تأكيدا لموقف واضح، بل إن الرئيس دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبدء فى حل الدولتين، باعتبار الدولة الفلسطينية هى طريق السلام والاستقرار فى المنطقة، خاصة أن تصريحات ترامب بشأن التهجير المؤقت والدائم للفلسطينيين مُنافٍ للمنطق والعقل، فضلا عن كونه مخالفا للقانون الدولى، ويعتبر جريمة تطهير عرقى، ثم إن مصر كانت واضحة وحاسمة فى مواجهة بعض التلويح  الأمريكى، وتتعامل بندية واضحة ولا تخضع للضغوط منذ بداية الأزمة، وتختلف فى المواقف والتقديرات مع الإدارات الأمريكية من دون أن يخل هذا بالتقارب والعلاقات مع واشنطن، ولا تتوقف عن المطالب بإصلاح النظام الدولى المختل والعاجز، والخاضع لازدواجية تمنع إقرار أى نوع من العدالة.
 
والواقع أن مصر قدمت الحل، والرئيس السيسى أكد أنه يعمل مع الرئيس الأمريكى لإقرار حل الدولتين، ومن هنا، فإن مصر لا تكتفى برفض حاسم للتهجير، وإنما تقدم الحل، وهى ترد بالفعل على من يطالبون ببدائل.
 
وقد قال آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخاص بشؤون الرهائن، إنه يتعين على مصر والأردن تقديم خيار بديل، بعد رفضهما فكرة استقبال الفلسطينيين، ويزعم أن مصر والأردن بحاجة لتقديم حل أفضل - من وجهة نظرهما - قابل للتنفيذ بالفعل، ويزعم «بوهلر» أن ما قدمه «ترامب» مناسب، وأن ترامب منفتح على خيارات أخرى، مبعوث أمريكا يرى أن تهجيرا قسريا لمليون ونصف المليون فلسطينى، هو «حل مناسب»، من دون أن ينظر إلى أن هذا الحل يخالف القانون الدولى، وأن الرفض المصرى والأردنى حاسم، وينطلق من خبرة تاريخية وسياسية. واعتبره الرئيس السيسى أنه «ظلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه».
 
وفى الوقت ذاته، فإن مصر قدمت الحل على مدار سنوات، وفى التصريحات الدائمة للرئيس السيسى، منذ بداية الحرب، وآخرها، تأكيده أنه «لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصرى التاريخى للقضية الفلسطينية، وأن الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف ذاته الذى يعلنه الأردن، ويلقى دعما وتأييدا من أغلب دول العالم، وبالتالى فإن الحل الأول والبديل هو إقامة الدولة الفلسطينية، التى تعنى بالفعل بداية حقيقية لإرساء السلام العادل.
p.8
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة