أكرم القصاص

غزة وتحديات الإعمار.. ومعالجة المآسى الاجتماعية والإنسانية

الخميس، 16 يناير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى حالة البدء فى تنفيذ اتفاق وقف الحرب فى غزة، هناك الكثير من الأسئلة تتعلق باليوم التالى للحرب، وأيضا بتفاصيل وخطوات الاتفاق نفسه وتطبيقه على مراحل والبدء فى إعادة الحياة الطبيعية بعد 15 شهرا دمرت فيها إسرائيل أكثر من نصف غزة، بالإضافة إلى 45 ألف شهيد أغلبهم أطفال، وآلاف المفقودين، وقد تركت الحرب طوال هذا الشهور تغييرا كبيرا على المجتمع الفلسطينى فى غزة، وعلى آلاف الأسر أن تعيد ترتيب حياتها فى حال عودتهم من تهجيرهم الاضطرارى إلى أماكنهم، وليس إلى بيوتهم، حيث تم تدمير شامل، أمام واقع جديد ما بعد اتفاق غزة، يجعل الواقع أكبر من تبادل الأسرى والمحتجزين، إلى ما يتعلق بإدارة الحياة بعد تطبيق الاتفاق، بجانب قدرة الفصائل الفلسطينية على التفاعل والتكيف مع التغيرات الجديدة والتحولات التى جرت بعد 7 أكتوبر، بجانب أن المنطقة أمام واقع جديد، متقاطع ومعقد بشكل أكبر مما يبدو فى الظاهر، يتطلب أكبر قدر من الانتباه.


ويحتل ملف إعادة الإعمار النقطة الأهم بعد الاتفاق، وأعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولى لبحث إعادة إعمار غزة بعد الحرب، وحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فإن الحرب دمرت ما بين 60 و70% من المبانى فى غزة، منها 80 ألف منزل وأن إعادة إعمار غزة يتطلب فى أفضل الأحوال من10 إلى 15 عاما، وأن إجمالى الركام من  37 إلى 40 مليون طن، تحتاج إلى مساحات لإعادة التعامل معها، فمنها ما يتم تدويره، ومنها ما يحتاج إلى تعامل آخر.


وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص على الأقل فى أنحاء قطاع غزة نازحون، ومنهم من نزح أكثر من 10 مرات، وأغلبهم لن يعود إلى منزله، أو شارعه، ونفس الأمر بشكل أكبر فى المستشفيات والمدارس والجامعات التى تعرضت للدمار.


كل هذه التفاصيل تجعل المرحلة الأخطر هى ما بعد الحرب، وعلاج الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على سكان غزة، الذين واجهوا الرعب والقصف والخسارة البشرية، ويقدر عدد من يحتاج إلى علاج نفسى إلى حوالى نصف مليون، بجانب دمار اجتماعى، حيث هناك أكثر من 17 ألف طفل يتيم، فقدوا عوائلهم من الأب والأم، وبجانب الأطفال فإن هناك آباء فى سن العمل فقدوا حياتهم.


وبالتالى فإن أهم بنود ما بعد الحرب، هو كيفية إدارة القطاع، ومدى القدرة على وجود حكومة فنية تمتلك القدرة على تحديد الأولويات ووضع أسس أعادة الإعمار وإدارة القطاع، بالطبع فإن الأطراف التى رعت الاتفاق تدفع نحو تنظيم العمل بعد الحرب.


لعبت مصر بالفعل دورا مهما فى إبرام الاتفاق، وهو أمر أعلنته ونشرته أطراف إسرائيلية وأمريكية تشير إلى أن مصر لعبت دورا حاسما ومنعت تعطيل التوصل إلى اتفاق، بجانب أنها قللت من شروط الاحتلال بما يخفف الضغوط على سكان غزة، بل إن مصر سعت لإبرام اتفاقات تعثرت بسبب المتطرفين، أما الخطوات الأهم التى ترعاها مصر وتحرص عليها فهى المصالحة الفلسطينية والتى يمكن أن تسهم فى تنظيم الحياة والعمل ما بعد وقف الحرب، وقد سبق ورعت كمصر جلسات مصالحة كان آخرها فى يوليو 2023، وتتمسك مصر أيضا بالتركيز باتجاه السير نحو حل الدولتين باعتباره الطريق المباشر والأقرب إلى إنهاء الصراع المستمر لأكثر من 7 عقود.


كل هذه التفاصيل تشير الى أن الوضع فى غزة ما بعد الحرب، يتطلب أكبر قدر من الانتباه، والتفاعل من كل الفصائل، لمعالجة آثار الحرب، اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.

 

 
مقال غزة وتحديات الإعمار

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة