عادل السنهورى

ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام

الأحد، 19 مايو 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل نحن نحتفل بعيد ميلاد عادل إمام فقط..؟ وهل هناك مبالغة في هذا الاحتفال كما يرى البعض متعللا بنسيان الاحتفاء بمشاهير آخرين في مجالات العلم والعمل..؟


نحن هنا لا نحتفل فقط بعيد ميلاد عادل إمام الـ84 ولا نبالغ أو نفتعل ضجة لتكريمه والاحتفاء به شخصيا، وإنما نحتفل بسردية أو حدوتة أو حكاية مصرية ممتدة ومسيرة فنية لفنان أصبح ظاهرة في تاريخ الفن غير قابلة للتكرار ولن تتكرر كثيرا على مستوى الفن المصري والعربي بل والعالمي  ...ظاهرة فنية نادرة  اسمها عادل إمام.


أمثال عادل إمام فى الغرب وبشكل خاص فى هوليوود الأميركية عاصمة السينما فى العالم لهم مكانة خاصة وتقدير يليق بهم وتكريم يستحقونه.. انظروا إلى آل باتشينو أو روبرت دى نيرو وجاك ليمون وكلينت ايستود وغيرهم من أبناء هذا الجيل وكيف يتعامل معهم صناع السينما فى هوليود..
الميزة المدهشة والفارقة في ظاهرة عادل إمام مقارنة مع عمالقة التمثيل في العالم هي التدفق والاستمرارية والعمل والعطاء الفني دون توقف طوال 60 عاما أو أكثر قليلا ومنذ أن بدأ مشواره الطويل مع الفن انطلاقا من المسرح في عام 60 وهو طالب في كلية الزراعة جامعة القاهرة حتى آخر أعماله في مسلسل " فالنتينو" عام 2020


لم يتوقف عادل إمام عاما واحدا عن العمل والابداع منذ عام 60 وهو ما لم يستطع عمله فنان آخر مصري أو عالمي وهو على القمة وعرش البطولة. على سبيل المثال لو تابعنا مسيرة فنان عالمي كبير في حجم آل باتشينو وهو مواليد عام 40 وهو العام ذاته الذي ولد فيه عادل إمام العراب نجد أن الفارق الزمني بين الجزء الثاني لفيلم العراب أو الآب الروحي-عام 74- الذي يعتبر ثاني أعظم الأفلام في تاريخ السينما الأميركية والجزء الثالث -عام 90- حوالي 16 عاما وحوالي 14 عاما بين فيلمه " ذي هيت"عام 95  وفيلمه الأخير " الرجل الايرلندي" عام 2019
نفس الحال للفنان العالمي روبرت دي نيرو -80 عاما-فظهزره السينمائي الحقيقي الأول كان في الجزء الثاني للعراب عام 74وبعدها شارك في فيلم سائق التاكسي عام 76 وبعدها بحوالي 14 عاما شارك في فيلم "جود فيلاس" عام 90 ثم في عام 93  وبعدها في عام 2015


مقارنة بسيطة حتى ندرك القيمة الفنية لظاهرة عادل إمام التي لم تكن مجرد فقط أعمالا مسرحية أو سينمائية أو تليفزيونية- قدم حتى آخر أعماله 126 فيلما سينمائيا و16 مسلسلا تليفزيونيا و11 مسرحية ومسلسل إذاعي مع العندليب  عبد الحليم حافظ ونجلاء فتحي بعنوان" أرجوك لا تفهمني بسرعة"- وانما كانت ديوانا وسجلا معتبرا لحركة حركة التطور والصعود والهبوط فى الحركة الفنية المصرية منذ الستينات وحتى الآن، وشاهدا من خلال فنه على الحراك الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والثقافى فى مصر والوطن العربى، ورصدا من خلال أعماله الفنية المتنوعة لهذه التطورات واعلانه عن  موقفه تجاه الظواهر الاجتماعية والسياسية الثقافية التي مرت بمصر... فالزعيم هو أكثر من مجرد شاهد على العصر بل يمكن التعامل معه على أنه " جبرتي السينما والدراما والمسرح في مصر" الذي يؤرخ لمسيرة فنية عريضة وممتدة منذ عام 1960.


فمشواره الفنى زاخر بالأعمال الفنية المتنوعة بين السياسة والرومانسية والتشابك مع القضايا الاجتماعية ولم يخف أو يتراجع فى اشهار سيفه الفنى فى وجه جماعات الظلام والإرهاب وتعرضت حياته وحياة أسرته للخطر، لكنه رأى أن هذه هو دور الفنان تجاه وطنه ومجتمعه فواجه التطرف الدينى وتقديمه أدوار عن الجماعات الإرهابية فى فيلم الإرهابى، وهجومه على ما يسمى الإسلام السياسى ويتهمه بالتحريض على العنف فى فيلم "طيور الظلام" وسافر إلى أسيوط فى ظل عنفوان الجماعة الإسلامية لعرض مسرحيته. وأيضا كان له موقفه الفنى تجاه قضية الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية فى فيلم حسن ومرقص مع العالمى الراحل عمر الشريف وانتقده البعض بسبب استشارته البابا شنودة لكى يقوم بدور قسيس ولم يستشر الأزهر فى أعماله ضد الجماعات الإسلامية..!فهو أكثر الفنانين تعرضا للمشاكل والانتقادات والاعتراضات..ووصل الأمر إلى المحاكم مرتين أخرها عام 2012 باتهامه بازدراء الأديان فى أفلامه لكن تم تبرئته من محكمة الاستئناف.


الميزة الثانية والمهمة و الفارقة في مسيرة " الظاهرة عادل امام" أنه عاصر وشارك فى الأعمال الفنية مع عمالقة ورموز الفن المصرى فى المسرح والسينما والدراما، أمثال يوسف وهبي وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم وحسين رياض وعمر الشريف ورشدى أباظة وفريد شوقى وعبد الحليم حافظ وأحمد مظهر وشادية وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف وأمين الهنيدى ومارى منيب.


بدأ مسيرته الفنية من القمة واشترك فى مسرحية " سرى جدا " مع الأستاذ فؤاد المهندس وشويكار وكان ذلك عام 60. اختاره المهندس ليقف أمامه في مسرحية " أنا وهو وهي " من بين 90 ممثلاً تقدموا للمسابقة. وحققت المسرحية نجاحاً هائلاً ولفت عادل إمام الأنظار إليه بشخصية "دسوقي أفندي" وبالافيه الشهير الذي صار مثلا دارجا وتميزت به المسرحية وعرفت به حتى الأن " بلد شهادات صحيح".والمفارقة الجميلة أن فؤاد المهندس كان هو المشرف العام على المسرح الجامعى بجامعة القاهرة فى ذلك الوقت.


واستعان به كبار المخرجين الذين تنبأوا له بمستقبل واعد فى أعمالهم مثل فطين عبد الوهاب فى فيلم "نصف ساعة زواج" وكان عادل هو فاكهه هذا الفيلم بأداء كوميدي غير تقليدى.


أما الميزة الثالثة وهو تحوله إلى رمز ومرادف لوطن مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ واسماعيل ياسين ونال أرفع الأوسمة الرئاسية والملكية العربية وحصل على أكبر الجوائز السينمائية واستقبله الحكام العرب استقبال الرؤساء والملوك وتقربوا إليه كثيرا استغلالا لشعبيته الجارفة.
الظاهرة عادل إمام  تحتاج إلى دراسات نقدية تدرس لطلبة الفنون المسرحية والسينمائية لمجمل أعمال الزعيم منذ بدايته وحتى الآن – أطال الله فى عمره-
تحية إلى  صاحب وصانع السعادة والبهجة وملك الضحك...نجم النجوم والأستاذ والزعيم عادل إمام

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة