ولعل التشابه يبدو كبيرا بين قمتي المنامة وشرم الشيخ، ليتجاوز مجرد دولة الرئاسة، وإنما أيضا الظروف الاقليمية المحيطة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، حيث كانت مازالت التداعيات الكبيرة للانتفاضة الفلسطينية والتي اندلعت شرارتها في عام 2000، بينما كانت المبادرة العربية والتي تم صياغتها في 2002، بمثابة أولوية قصوى في إطار المساعي الدولية والاقليمية للانتصار الى الشرعية الدولية وحل الدولتين، وهو ما يماثل وان كان بدرجة أقل المشهد الحالي، في ظل العدوان الوحشي على قطاع غزة، ليعود الزخم مجددا إلى حل الدولتين ويسلط الضوء مجددا على مبادرة السلام العربية.
إلا ان الأمور في واقع الأمر تجاوزت القضية الفلسطينية، وامتدت إلى البعد الاقليمي، حيث تزامنت قمة شرم الشيخ مع الغزو الأمريكي للعراق في 2003، والذي ساهم بصورة كبيرة في اختلال التوازن الاقليمي في منطقة الشرق الأوسط ووضعها على حافة الهاوية لسنوات عدة.
الأوضاع الاقليمية المتزامنة مع قمة المنامة ربما لا تختلف في اشتعالها عن 2003، حيث اجتمعت القمتان على حالة من التداخل بين القوى الاقليمية والارتباك وما ارتبط بها من صراعات وضعت المنطقة بأسرها على حافة الهاوية، سواء سياسيا أو اقتصادياً أو اجتماعيا، وهو الأمر الذي يشهده الاقليم حاليا مع اتساع دائرة الصراع جغرافيا وزمنيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة