أكرم القصاص

علاقات ومصالح خلف المواجهة بين طهران وتل أبيب

الخميس، 18 أبريل 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظريا انتهت جولة من المواجهة بين إيران وإسرائيل، لكن هذه المواجهة لا تزال تطرح المزيد من الأسئلة عن السبب الأساسى فى الوصول إلى هذه المواجهة المباشرة بعد عقود ظلت المواجهات تتم من خلال وكلاء، ويبدو التساؤل الأهم بالفعل هو السبب الذى دفع إسرائيل إلى مهاجمة القنصلية الإيرانية فى سوريا، بينما كان يمكن تنفيذ هذه الاغتيالات خارج القنصلية التى تمثل أرضا إيرانية، والسؤال التالى والمهم هو هل كانت الولايات المتحدة تعرف بهذا الهجوم؟، لأن واشنطن لم تبد اعتراضا مباشرا على الهجمات، وإنما مجرد تحذيرات تدخل فى سياق عتاب الحلفاء.


وهذه التساؤلات مهمة لكونها تتعلق بمدى تأثيراتها فى مستقبل ترتيبات النفوذ والقوة فى الإقليم، وتحديد الفائز والخاسر فى هذه المواجهة حتى الآن، وهى أمور من الصعب معرفتها فورا، من دون البحث خلف ما تطرحه وما يمكن أن تخفيه الأهداف البعيدة وغير المباشرة.
هناك بعض المحللين ذهبوا إلى أن الهجوم المباشر من إسرائيل على أراض إيرانية هدفه جر إيران إلى مواجهة مباشرة، وإنهاء جمود ميز هذه العلاقة، وإيقاظ حياد بدا فى الأفق، وتواصل غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران، على مدى الحرب على غزة، حيث حرص وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن على إرسال رسائل عبر وسطاء إلى طهران بعدم توسيع الصراع، وهو أمر أكدته طهران من البداية ومن دون وساطات، حيث أكد خطاب إيران وأيضا خطابات حزب الله عدم الدخول فى حرب أو التورط فى صراع إقليمى أوسع.


وبالرغم من هذا فإن إسرائيل تعرف أن إيران موجودة فى عملية طوفان الأقصى، وورد الاسم أكثر من مرة، على ألسنة وفى بيانات وهو ما يمثل أحد أسباب الهجمات المباشرة على القنصلية الإيرانية فى دمشق، بجانب كون المواجهة مع إيران خففت بعض الشىء من صورة الحرب على غزة، وصرفت الانتباه ولو لأيام،  كما أن الجانب الإسرائيلى دخل المواجهة ضمن ضغوط فى التفاوض وصولا للهدنة، التى تراوح مكانها وتواجه تعثرا من الطرفين بسبب تعنت وتطرف ومطالب تسد الطريق إلى أى تفاهمات.


والواقع أن الموقف الإيرانى كان دقيقا وحساسا وأمام تحد كبير ولم يكن عليها أن تصمت أمام هجمات على قنصليتها، أو تكتفى باستخدام وكلائها، فالصمت يعنى تراجعا وانكسارا تاما والعمل من خلال وكلاء لن يكون مجديا، وفى نفس الوقت كانت حريصة على تأكيد أن ما تفعله رد فعل وليس مواجهة، وابتعدت عن أى تصريحات أو تصرفات يفهم منها الدخول فى مواجهة واسعة، بل حرصت على تأكيد نهاية هجماتها، ووضعها فى سياق رد الفعل على مهاجمة القنصلية وليس لأى سبب آخر، وربما تسعى إيران إلى استغلال ظروف الانتخابات الأمريكية والحصول على تعهدات بإطلاق أرصدة إيرانية مجمدة، ضمن ثمن عدم دخول حرب واسعة، بالرغم من أن المواجهة الأخيرة ربما تكون مجال تقييم للقوة والقدرة الإيرانية على الدخول فى مواجهة مع إسرائيل، أو أن تكون المواجهة مقدمة تفتح باب الوساطة والتفاوض، والحرص على عدم تجاوز الجانب الدعائى والتهديدات والتوعد المتبادل، وهل يمكن أن يكون هدف إسرائيل ومعها الولايات المتحدة اختبار مدى الاستعدادات الإيرانية للدخول فى مواجهة واسعة أو حرب طويلة، بعيدا عن الوكلاء؟ وما مستقبل مفاوضات إيران حول برنامجها النووى، والذى يثير قلق وخوف إسرائيل أكثر من أى طرف إقليمى آخر؟


وبالرغم من السرعة التى بدأت وانتهت بها المواجهة بين إيران وإسرائيل، لكنها تترك قوسا مفتوحا، حول تحولات يمكن أن تجرى خلال الشهور المقبلة، وبعد انتهاء الحرب فى غزة.


 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة