زكى القاضى

جاب جوان وش السلندر

الثلاثاء، 12 مارس 2024 12:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"جابت جوان وش السلندر" مصطلح يعرفه سائقى السيارات، ويطلق على السيارة حينما يختلط ماء التبريد فيها بالزيت مما يؤثر في محرك السيارة في النهاية وقد يفقد قائد السيارة سيارته في لحظة، وبعض الإشارات الدالة على تلف الجوان هو أنه "جاب طحينة " وفيها يتداخل الماء مع الزيت بما يشبه شكل الطحينة، وبما أننا في هذا المقال _ بكل تأكيد_ لا نرغب في سرد أعطال السيارات ومشاكلها، و لأن المقصد الرئيسى للحديث هو إشكاليات بعض الشخصيات التي نلتقيها في حياتنا وهم كُثر، فبعض تلك الشخصيات يمكننا أن نتبين حالتها بكل سهولة لأنهم "جابوا جوان وش سلندر"، و صفات تلك الشخصيات يمكن التوافق عليها بسهولة فهو يقول معظم وقته "حاضر، تمام، عادى، مافيش مشكلة"، وتلك الكلمات معتادة في كل حديثه، ولا يضع إضافة ولا يرغب في صناعة مسار مختلف، فقط هو يدفع الأيام دفعا حتى تمر، ولا يعرف في قرارة نفسه حينما يدفعها إلى أين تصل، ولا يدرك بأي حال من الأحوال لماذا لم يتوقف عند لحظة معينة سابقة فقام بالرد فيها أو " خربش" في حديثه مع قائلها، بل هو مستسلم ومدفوع للحظة التالية دفعا غير راغب في الصمود ولو ثانية واحدة.

تلك الشخصيات التى طرأ عليها أعطال البني آدمين و تلف لديها " جوان وش السلندر" اختلطت أمامهم المسارات والحلول، فصاروا " هيكل" لبنى آدم في الشكل لكنه مفرغ من داخله، ووصل لمرحلة فقد فيها سعيه وشغفه وأدواته وقدم " أنا مالى " و " عندك حق" على دوره الحقيقى كونه إنسان عاقل وكامل الأهلية، وترك التعب والمشقة باختياره وبدون مقاومة تذكر متناسيا قوله تعالى " ولقد خلقنا الإنسان في كبد" أي تعب ومشدة ومكابدة للأمور، وذلك الشخص الذى ظهرت " الطحينة" في كل تصرفاته يجب أن يدرك بكل ثقة أن عليه التوقف وركنة نفسه وتغيير " جوان وش السلندر" في أقرب نقطة ممكنة، إلا و سيفقد المحرك بأكمله دون إنذار.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة