تعد غزوة بدر التي صنفها المؤرخون أنها أول معركة في الإسلام، والغزوة التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة "13 مارس 624م" بين المسلمين بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقبيلة قريش التي حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومى القرشي، وتعد أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة.
وقد سميت غزوة بدر بثلاثة أسماء لعظم قدرها في التاريخ الإسلامى، إذ لم يكن المسلمون فى الجزيرة العربية خاضوا غزوات من قبلها وأسماؤها الثلاثة هي غزوة بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئر مشهورة تقع بين مكة والمدينة المنورة.
وتأتي أهمية غزوة بدر أنها كانت بمشاركة عدد قليل جدًا من المسلمين مقارنة بأعداد المشركين، حيث كان عدد المسلمين 313 رجلاً، وعدد المشركين 950 رجلاً، وفي رواية أخرى قيل أن عدد قريش كان ألفًا، وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء المسلمين كما ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية.
وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
معجزة النبى "ص" فى غزوة بدر
ومن هذه المعجزات إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أمور غيبية لم تحدث بعد، ثم وقعت كما أخبر بها ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد اختص بمعرفة علم الغيب، وأنه استأثر به دون خلقه، قال الله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (النمل:65)، وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (الأنعام: من الآية59) .. جاءت أدلة أخرى تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحى إليهم، وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على نبوتهم، قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }(الجن: 26، 27).
وذكر ابن كثير فى البداية والنهاية أن رفاعة بن رافع ـ رضى الله عنه ـ قال: "لما كان يومُ بَدرٍ تجَمَّع الناسُ على أُبَى بن خلف، فأقبَلْتُ إليه فنظرتُ إلى قطعة من دِرعِهِ قدِ انقَطعَتْ من تَحتِ إِبِطهِ، قال فطَعنتُهُ بالسَّيف فيها طعنة، ورُمِيتُ بسهم يوم بدر فَفُقِئَتْ عَينِي، فَبصق فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعا لي، فما آذانى منها شيء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة