تفاعلات كثيرة بالداخل فى سوريا، وتقاطعات مختلفة تحدد مصير الوضع هناك سياسيًا وأمنيًا، ويمثل الأمن الخطوة الأهم فى كل تحرك، خاصة أن الأجهزة المختلفة تم تفكيكها، خاصة الجيش السورى، ولم يتم الإعلان عن مصير آلاف الضباط والجنود، خاصة أن قائد الفصائل المسلحة فى سوريا أحمد الشرع، بدأ بالفعل خطوات تشكيل جيش من مقاتلى الفصائل والميليشيات وعقد اجتماعات مع قادة الفصائل المسلحة فى شمال وجنوب سوريا لبحث سبل الشروع فى تشكيل جيش سورى من دمج مقاتلى الفصائل.
وتمثل هذه الخطوة سابقة بجانب المخاوف من حدوث صدامات، بسبب الاختلافات العقائدية بين الفصائل، التى كانت بعضها تتقاتل أو تكفر الآخرين ومنها فصائل تحمل توجهات عنصرية تجاه كل ما يمت إلى نظام الأسد، من دون التفرقة بين المواطنين وموظفى الدولة وبين الضالعين فى المواجهات هم قيادات الصف الأول والثانى فقط.
الشرع أيضا أعلن أنه يجرى اتصالات وتحركات فى دمشق للعمل على تنظيم مؤتمر وطنى جامع لكل القوى السياسية والعسكرية الفاعلة فى المشهد، لوضع خارطة طريق واعتماد خطة لتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة التى تعيشها سوريا، وتم الإعلان عن تعيين أنس خطاب أحد قيادات الفصائل رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة، ضمن خطوات تشكيل المراكز الأمنية والمفاصل المختلفة.
فى المقابل، واصل الاحتلال الإسرائيلى قصف مواقع سورية، واحتلال أراض وأعلن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن بلاده لن تسمح بانقسام سوريا، وطالب إسرائيل بوقف عدوانها على سوريا، وعدم ضمان أمنها على حساب أمن الآخرين، وأعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أنه على المسلحين الأكراد فى سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا «سيُدفنون» فى الأراضى السورية، وقال سيرجى لافروف، «لم نسحب دبلوماسيينا من دمشق، والسفارة هناك تعمل بشكل طبيعى كما بقية السفارات، ونتواصل مع السلطات السورية الحالية وتتم مناقشة القضايا العملية مثل تأمين المواطنين الروس وعمل السفارة، بشكل عام مهتمون بالحوار حول كل القضايا الأخرى بشأن العلاقات الثنائية»، مؤكدا على اتفاق روسيا مع تركيا فى الحرص على أمنها ووحدة الأراضى السورية، داعيا إلى «النظر إلى شرق سوريا حيث احتل الأمريكيون منابع النفط والأراضى الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها ودعم التنظيمات التى تسعى للانفصال».
يأتى هذا وسط مخاوف من اتساع الصراع بين قوات « قسد» والجيش الوطنى السورى، بينما حذر وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيبانى إيران من «بث الفوضى» فى سوريا، داعيا طهران إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد.، وذلك ردا على تصريحات لوزير خارجية إيران قال فيها: «من يعتقدون بتحقيق انتصارات فى سوريا، عليهم التمهل فى الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة».
اندلعت تظاهرات واحتجاجات بعد بث فيديو لهجوم وحرق لمقام أبى عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبى أحد رموز العلويين، واندلعت مظاهرات غاضبة بعد حرق المقام وقتل 5 مدنيين سوريين من حراسه. وأعلنت السلطات السورية حظرا ليليا للتجول فى حمص واللاذقية، وأعلنت إدارة العمليات العسكرية فى دمشق، احترامها لجميع الطوائف فى سوريا «ولا تكنّ العداء لأى منها. وتبادل الأطراف المختلفة بسوريا الاتهامات، حيث اتهمت السلطة الحالية من أسمتهم فلول نظام الأسد، بينما اتهم العلويون أطرافا من الفصائل بأنها وراء إشعال الطائفية، بعد أن سبق وتم إحراق شجرة عيد الميلاد فى حادث طائفى سابق.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن هناك الكثير من الأطراف الفاعلة والمتداخلة فى المعادلة السورية، والمسار السياسى، بجانب التناقضات والتقاطعات الداخلية، ومدى القدرة على موازنة كل هذا فى معادلة دقيقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة