أكرم القصاص

الإرهاب والسلاح «سابقا» فى مسارات السياسة السورية «حاليا»

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التجربة التى تجرى على أرض سوريا تحمل الكثير من الخطوط والتقاطعات، والتفاعلات، التى ستحدد مصير الحال فى سوريا وأيضا ربما فى المنطقة، خاصة مع مسار سياسى يحاول الإعلان عن نفسه، ويسعى لاستيعاب عشرات الآلاف من المقاتلين الذين انخرطوا فى القتال والحرب بالوكالة داخل سوريا طوال 13 عاما، وأصبحت السلطة فى أيديهم من خلال رئيس تحالف القوات أحمد الشرع قائد الفصائل المسلحة فى سوريا، الذى اجتمع مع قادة الفصائل المسلحة فى البلاد لمناقشة سبل تشكيل جيش سورى جديد يضم كل المسلحين، والاحتياجات اللازمة للعناصر التى سيتم ضمها إلى قوات الجيش من معدات وأسلحة وبرامج تدريب، تزامنا مع الإعلان عن تنظيم مؤتمر وطنى جامع لكل القوى السياسية والعسكرية، لوضع خارطة طريق واعتماد خطة لتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة التى تعيشها سوريا حاليا.

هذه التطورات تحمل تفاصيل عامة، ويتوقع أن تحسم طريقة التطبيق شكل السياق الذى تسير فيه، خاصة أن هناك قواعد تحتاج القوى للاتفاق عليها، للتعامل مع أعداد من المقاتلين الأجانب ممن تقطعت علاقاتهم بدولهم، وهناك اتجاه لتجنيسهم وتعيينهم فى الجيش المزمع إنشاؤه، وهو أمر ينعكس بالطبع على التعامل مع ما تبقى من الجيش السورى، والذى يضم آلافا من الضباط والجنود، بعيدا عن القيادات وهؤلاء يشكلون أزمة فى حال عدم استيعابهم، وإحلال المقاتلين المرتزقة مكانهم.

بالطبع إن الإعلان عن ضم المقاتلين الأجانب أو المحليين للجيش المزمع إقامته، هى خطوة تحل مشكلة عشرات الآلاف من المقاتلين أغلبهم ربما مرتزقة يحاربون مقابل أجر، لكن الأزمة ربما تكون فى إعادة تأهيل مقاتلين لكل منهم أيديولوجية ومرجعية لأحد التنظيمات الإرهابية السابقة، والتى ينتمى كل منهم لتيار، وأيضا لهم مرجعية خارجية لدولة أو أجهزة، وهى تركيبة معقدة وأغلبها غير ظاهر، وبالتالى قد تكون هناك صعوبة فى عملية إدماجهم، ما قد يقود إلى عراقيل، وفى المقابل فإن إدماج عشرات الآلاف من المقاتلين، وإبعاد عشرات الآلاف من الضباط والجنود بالجيش يحولهم إلى بؤر جديدة ومخزون قد يكرر إعادة إنتاج تنظيمات مثلما جرى مع داعش.

وربما يكون المخرج من هذا هو حل الأزمة من خلال إبقاء العسكريين من الصفين الثالث والرابع، ضباطا وجنودا، واستيعابهم، وأيضا اتفاق الدول الأطراف التى تتداخل فى المعادلة، وهى تركيا والولايات المتحدة وربما إسرائيل، وروسيا، أو غيرها من الأطراف التى تمتلك مفاتيح التأثير فى الأطراف الحاكمة.

هناك تقاطع آخر تمثله قوات متنوعة، وهى ما يحددها المبعوث الأممى إلى سوريا، جير بيدرسون، ودعا لإيجاد حلول سياسية بين ما تسمى فصائل «الجيش الوطنى السورى» و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية «قسد»، بعيدا عن المواجهات والتصعيد العسكرى، مشيرا إلى  أن التوترات فى شمال شرقى سوريا بين «قسد» وفصائل «الجيش الوطنى السورى» يجب أن تُحل سياسيا، أو المخاطرة بعواقب وخيمة على سوريا كلها، وهو ما يتطلب معالجة للملف الحساس ضمن ملفات أخرى.

ويرى المبعوث الأممى، أن الحل السياسى يتطلب تنازلات جادة جدا، ويجب أن يكون جزءا من المرحلة الانتقالية التى تقودها السلطات السورية الجديدة فى دمشق.

وبالفعل فإن منطقة شمال شرقى سوريا تشهد تصاعدا فى التوترات على خلفية المواجهات بين فصائل «الجيش الوطنى» وقوات «قسد»، حيث اندلعت اشتباكات بين الجانبين على محاور منطقة منبج بريف حلب الشرقى، وسط أنباء عن وجود تحضيرات لسيطرة الفصائل السورية على مدينة عين العرب.

وتجرى الخارجية الأمريكية نقاشات مع تركيا لمتابعة مخاوفها الأمنية من قوات «قسد» وعلاقتها بحزب العمال التركى الكردى، وهو ما يمثل مخاوف أمنية لتركيا، يدفعها إلى دعم الجيش الوطنى فى مواجهة «قسد».

الأمر الآخر أن قوات سوريا الديمقراطية الكردية، كما قال قائدها مظلوم عبدى، تواصل مع «هيئة تحرير الشام» التفاوض وترى أن أى مشروع لأسلمة سوريا يهدد التنوع الثقافى والدينى، قد يهدد باندلاع صراعات جديدة أعنف من السابق، داعيا إلى أن تتكاتف القوى السورية لتجنب أخطاء الماضى التى قد تؤدى إلى صراعات جديدة وإطالة أمد الفوضى، ويعتبر قائد «قسد» أن قواته هى الضمان لمنع عودة التطرف.

فى السياق ذاته، أعلن مطران حلب للسريان الأرثوذكس، بطرس قسيس، أن حادثة إضرام النار بشجرة احتفالات عيد الميلاد قرب مدينة حماة، ليست حالة فردية، داعيا السلطات الجديدة إلى اعتماد دستور «يحترم حقوق جميع السوريين».

بينما عقد محافظ اللاذقية وقائد الشرطة ومسؤولو القيادتين الأمنية والعسكرية اجتماعا مع وجهاء وشيوخ ومثقفى الطائفة العلوية، وشددوا على محاسبة كل من تسول له نفسه بالعبث بالأمن وإثارة النعرات الطائفية، فى وقت أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذ غارة جوية استهدفت عناصر من تنظيم داعش فى ريف دير الزور شرقى سوريا، بهدف  تقويض قدرات «داعش» فى سوريا.


كل هذه التحركات تشير إلى نقاط تقاطع، وأن عملية إدماج الإرهابيين السابقين تواجه مشكلات، وأيضا القدرة على ضمان حقوق كل الأطراف فى سوريا.


اليوم السابع

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة