من ينسى ما روجته الولايات المتحدة والإعلام الغربى قبل وأثناء غزو العراق، حول الديمقراطية الموعودة للعراق وأهله، وحول تحويل العراق إلى جنة من الحريات، ونعيم من الخيرات واصطفاف وطنى ومساواة في الحقوق، فقامت بنشر الأكاذيب وتوظيف المصطلحات والشعارات الرنانة، ليكتشف العراقيون قبل أي أحد أن الهدف الأول والأخير كان تدمير بلدهم ووطنهم لما يملكه من قدرات بشرية، واقتصادية، وعسكرية، ووجدوا أنفسهم أمام تضليل كبير وغزة استعمارى جديد لا أكثر.
صحيح، أن الشعب العراقي بدأ يستعيد عافيته، ويقاوم بكل قوة لمحو آثار هذا الغزو، والعودة من جديد إلى وحدته وسيادته من خلال إعادة بناء جيشه، وتوحيد أجهزته الأمنية تحت سلطة الدولة، إلا أن الخطر ما زال قائما.
لذلك، نقول: إن ما يحدث الآن في منطقتنا العربية، وتعاطى الولايات المتحدة سواء مع الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، أو تعاطيها مع التطورات الجارية في سوريا، أو مع ما يحدث في البحر الأحمر، وإطلاق نفس المصطلحات والحديث الحريات والديمقراطية، واتباع نفس السياسات، يجعلنا نتذكر الدرس الأمريكي والخداع الاستراتيجي التي تم ممارسته ضدنا، ويتأكد تماما أن الأمريكان هم الأمريكان، فلا هدف إلا الحفاظ على الهيمنة العالمية والدفاع عن إسرائيل بل تحقيق أهداف إسرائيل حتى ولو على حساب سمعتها وسمعة المؤسسات الدولية.
وهنا، يجب أن ننبه إلى أن سياسة الولايات المتحدة للوصول إلى هذا هو زرع الفتنة وتأجيج الأزمات والاستثمار في الأزمات بل صناعة معادلة شديدة التعقيد يصعب التخلص منها بسهولة، وما حدث من فرض نظام المحاصصة على العراق لخير دليل.
وعلينا أيضا أن ننتبه أن من أهداف الولايات المتحدة من العراق بعيدا عن الأهداف الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كان تدمير العراق لإشعال المنطقة العربية، وبالفعل أصرت على ذلك، وللأسف نجحت في التنفيذ.
لذا، يجب على السوريين وعلينا جميعا كعرب من الوقوع في فخ جديد يقضى على آمال وحدة أمتنا ويمكنا عدونا من ضرب وطنيتنا، وأن نعود من جديد إلى التكامل العربى وإلى الدولة الوطنية، فلا مناص من الوحدة والتكامل..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة