قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن تعكس حالة من التحديات المركبة التي تواجه الدول والشعوب، مشيرا إلى أن هذه التوترات ليست وليدة اللحظة، وإنما هي نتاج مخططات تستهدف إضعاف استقرار المنطقة عبر استغلال الصراعات الإقليمية، وتنامي النزاعات المسلحة، ومحاولات زرع الفتنة الداخلية.
وأوضح الدكتور رضا فرحات في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن استهداف الجبهة الداخلية للدول يعد أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها هذه المخططات، مشيرا إلى أن زعزعة الاستقرار الداخلي وخلق الانقسامات المجتمعية يعملان كوقود لتغذية الأزمات الإقليمية، مشيرا إلى أن الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية يمثل الركيزة الأساسية لحماية الأمن القومي، وهو بمثابة حائط الصد في مواجهة التحديات المتزايدة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن التجربة المصرية في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية تقدم نموذجا رائدا في تعزيز وحدة الصف الوطني، حيث استطاعت مصر أن تتجاوز مراحل صعبة من محاولات التأثير على نسيجها المجتمعي واستقرارها السياسي مشيدا بدور القيادة السياسية التي تبنت سياسات تعزز التلاحم بين أبناء الشعب المصري، مع التركيز على بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة الأزمات بكفاءة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الوحدة الوطنية ليست فقط واجبا أخلاقيا أو التزاما سياسيا، لكنها أيضا استراتيجية فعالة لحماية الدول من التدخلات الخارجية التي تسعى لإضعافها و تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذه التحديات يلعب دورا محوريا في التصدي لأي محاولات تستهدف تفتيت الجبهة الداخلية، مشددا على أهمية دور الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية في بناء هذا الوعي.
وأكد الدكتور رضا فرحات أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يتطلب التعاون بين دول المنطقة لمواجهة التهديدات المشتركة، مع التركيز على تبني استراتيجيات شاملة تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على تقليص الفجوات التي قد تستغل لإثارة النزاعات، لافتا إلى ضرورة التكاتف الداخلي والعمل بروح الفريق لمواجهة التحديات الراهنة، وأن الشعب المصري بمختلف فئاته قادر على تجاوز أي أزمات ما دام محافظا على وحدته وتماسكه، مشيرا إلى أن مصر كانت وستظل نموذجا للصمود أمام المخططات التي تستهدف استقرار المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة