أكرم القصاص

نتنياهو وبايدن ومصالح أمريكا.. من يشعل حربا إقليمية ودولية؟

الثلاثاء، 30 يناير 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل المؤشرات والوقائع، تؤكد اتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، وتجاهل الولايات المتحدة وإدارة الرئيس جو بايدن لأصل العدوان، وتجاهل التحذيرات التى أطلقتها القاهرة طوال شهور العدوان، ولا بديل عن وقف العدوان، مع احتمالات اتساع الصراع وتردى الأوضاع الإقليمية واتساع دائرة التوتر، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى منذ بداية العدوان.
 
وآخره فى اتصاله مع المستشار الألمانى «أولاف شولتز»، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والمبادرات المتعلقة بتبادل المحتجزين، بهدف توفير الحماية للمدنيين فى القطاع الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية، وشدد الرئيس السيسى، على ضرورة تحرك المجتمع الدولى للضغط فى اتجاه تنفيذ القرارات الأممية، ووقف توسع نطاق الصراع الذى تلمس المنطقة بوادره، بما سيكون له من عواقب وخيمة على الشرق الأوسط والسلم والأمن الدوليين.
 
الآن أصبحت المصالح والقوات الأمريكية فى مرمى العمليات العسكرية، وارتفعت وتيرة الهجمات فى الأردن والعراق وسوريا والحدود اللبنانية والبحر الأحمر، نتيجة تداعيات دعم واشنطن لمجازر تل أبيب، بينما عجزت الولايات المتحدة عن مواجهة الحوثيين بالرغم من توجيه ضربات، وأخيرا مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وأصيب 34 آخرون فى هجوم بمسيرة  فى منطقة البرج بالقرب من الحدود الشرقية الأردنية، وأعلن الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية، أن القاعدة الأمريكية التى تم استهدافها تقع خارج حدود المملكة، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أعلن محاسبة المسؤولين عن الهجوم الذى استهدف قواتنا فى الوقت المناسب وبالطريقة التى نختارها.
 
وذكرت نيويورك تايمز، إن هذا هو اليوم الذى كان يخشاه الرئيس بايدن وفريقه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، عندما تتحول الهجمات الضعيفة نسبيا من قبل الجماعات المسلحة على القوات الأمريكية إلى أخرى أكثر دموية، وقدرت الصحيفة تعرض القوات الأمريكية إلى أكثر من 150 هجوما منذ 7 أكتوبر الماضى، وأن الاستجابة الأمريكية كانت حذرة، حيث تجاهل أغلبية الهجمات التى تم اعتراضها أو لم تحدث  ضررا كبيرا، بينما أمر بتوجيه ضربات تستهدف بشكل أساسى المبانى والأسلحة والبنية التحتية بعدما أصبحت الهجمات أكثر شدة، لا سيما ضد الحوثيين فى اليمن.
 
وأعلن عبدالرحيم المعايعة، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردنى، أننا حذرنا عشرات المرات من توسع التصعيد فى المنطقة، وتابع «يجب إيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة»، مشيرا فى تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»: على شعوب العالم الاتحاد والتكاتف لإنقاذ قطاع غزة من عدوان الاحتلال وحكومة نتنياهو.
 
وتبقى التوقعات حول ما إذا كان الرد الأمريكى يمكن أن يتجه إلى إيران، وهو ما من شأنه توسيع رقعة نزاع حرصت كل الأطراف على تلافيه خلال الشهور الماضية، خاصة أن الجمهوريين يحملون بايدن المسؤولية، ويرون عدم الرد جبنا وتراجعا يضعف من النفوذ الأمريكى، وبالطبع فإن بايدن فى خيار صعب، وكما نقلت نيويورك تايمز عن بريان كاتيلولس، زميل معهد الشرق الأوسط الأمريكى، إن الرد الأمريكى بالقوة الشديدة يمكن أن يثير حربا شاملة، وبالضعف يمكن أن يطيل أمد الصراع.
وحسب شبكة CNN فإن بايدن يخاطر بتعميق الصراع فى الشرق الأوسط فى ظل ضغوط من أجل الرد على هجوم شرق الأردن، والذى يدفع الولايات المتحدة إلى عمق الصراع فى المنطقة، وقد جاء هجوم البرج فى وقت كانت هناك مباحثات عن تبادل المحتجزين فى فرنسا، وكانت هناك اتصالات للتعامل مع مبادرات لتبادل المحتجزين ووقف العدوان، وتفرض على الجميع خيارات يمكن أن تحدث تحولا كبيرا فى الموقف، وتجعل آلافا من الأرواح ومستقبل المنطقة معلقا.
وفى حالة الرد الأمريكى هناك الموقف الإيرانى ومدى بقاء التعامل الأمريكى ضد الوكلاء، وهى خطوات لم تثمر فى البحر الأحمر حتى الآن، ولا توجد نتائج للضربات الأمريكية والأوروبية، مع وصول الأمر إلى احتجاز سفن أو استمرار قصف أخرى، وهو ما يؤثر على الملاحة الدولية، من دون تأكيد بأنها سفن تمثل مصالح أمريكية أو إسرائيلية.
 
وبينما يعانى بايدن من تراجع شعبيته، فقد حمل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، بايدن مسؤولية الهجوم على القوات الأمريكية فى البرج، بينما يرى محللون أن الضربات التى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية شنها على مواقع فى سوريا بزعم أنها ترتبط بإيران، لا تمثل أى خطوات مفيدة لحماية مصالح أمريكا التى تتعرض للتهديد، وأنه لا بديل عن اتخاذ خطوات لوقف العدوان وإجبار نتنياهو على وقف العدوان الذى سقط فيه أكثر من 26 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى، وهو ما تتجاهله الإدارة الأمريكية.
 
وبالتالى لا بديل عن وقف العدوان الذى فشل فى تحقيق أهدافه، باستثناء آلاف الشهداء والجرحى وخسائر مستمرة، ويواجه بنيامين نتنياهو ضغوطا للتوصل إلى اتفاق لتأمين عودة أكثر من 100 من المحتجزين الذين لا يزالوا فى غزة، وهو ما يتطلب توقفا طويل الأمد للعدوان، مع تضاعف الخطر من اتساع الصراع، فى ظل ضعف أمريكى فى مواجهة تهديد مصالح واشنطن.
 
p.8









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة