لم يكن الغموض طريقه في الفن فقط، بل كانت فى رحيل العديد من الكتاب والأدباء، لتظل السر الأكبر والأكثر غموضًا حتى يومنا هذا، وكان الكاتب والشاعر والناقد الأمريكي "إدغار آلان بو" والذي ولد في مثل هذا اليوم 19 يناير من 1809، فكانت حياته مليئة بالأسرار وكذلك موته.
ابتكر "آلان بو" في حياته نوعًا جديدًا من الخيال البوليسي الذي تعمق في كتابته حتى أخرجه في صورة جديدة ومميزة، وظهر ذلك في قصته الشهيرة "جرائم القتل فى شارع مورج" والتى نشرت فى عام 1841، ومن أبرز أعماله بعد ذلك فى القصص "برميل أمونتيلادو - انهيار منزل أشر - القلب الواشي - الحشرة الذهبية - القط الأسود"
ولم يقتصر فن "بو" على كتابة القصص القصيرة فقط بل اشتهر بمجموعة من القصائد الشعرية التى اشترهت فى الكثير من دول العالم ومنها "حلم داخل حلم - تيمورلنك - الأعراف - إسرافيل - إلى ساكن الجنان - الدودة الفاتحة - الغراب"
وفاة آلان بو
لم يكتفي آلان بو في إثارة الغموض في قصائده والقصص القصيرة التي كان يبرع في كتاباتها، بل ترك في وفاته غموض أكبر ما زال غير مفهوم حتى الآن، فكان من المفترض أن يستقل "بو "عبارة من ريتشموند، إلى بالتيمور ثم إلى نيويورك في السابع والعشرون من سبتمبر 1849، وفي الليلة التي سبقتها ذهب بو لزيارة الطبيب بسبب إصابته بالحمى ووصل بعدها إلى بالتيمور في 28 سبتمبر ولكنه لم يكمل رحلته إلى نيويورك.
وبعد ذلك ظهر بو فى بالتيمور في الثالث من أكتوبر في حالة يرثى لها بسبب إدمانه الكحول وفق ما ذكره موقع براتنس، وسرعان ما تم إدخاله إلى المستشفى بعد إرسال مذكرة إلى طبيب محلي، وما أثار الشك حينها أن الملابس التي كان يرتديها "بو" لم تكن خاصة به فكان يرتدي بدلة رخيصة وقبعة من القش بدلًا من بدلته الصوفية السوداء المعتادة.
ظل بو في المستشفى وفقد وعيه وكان يهذي بكلام غير مفهوم إلى أن توفى في 7 أكتوبر 1849، وذكرت المستشفى فى تقريرها أن الوفاة حدثت بسبب احتقان في الدم.
ظهرات بعدها الكثير من النظرات حول وفاة "بو" وكان أبرزها أنه توفى بسبب مضاعفات إدمان الكحول، بالإضافة إلى احتمالات الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب والصرع والسل، وكان من أكثر الاحتمالات التى أثارت الاهتمام هو وفاة "بو" بسبب داء الكلب وهو الداء الذي يؤدي إلى الهذيان ثم التفاقم بالإضافة إلى صعوبة شرب الماء وهو ما لوحظ عليه في سجلات المستشفى قبل أيام من وفاته.
وفي نظرية أخرى حول وفاة "بو" أنه ربما كان ضحية لجريمة عنيفة نظرًا لأن الحانة التي تم العثور على "بو" فيها كانت تستخدم كمكان اقتراع (كانت ممارسة شائعة في القرن التاسع عشر أن يتم التصويت في مؤسسات الشرب)، وتقوم العصابات التي تعمل لصالح السياسيين الفاسدين بإخراج المارة غير الراغبين من الشوارع وإجبارهم على التصويت بشكل متكرر لمرشح معين.
وكثيراً ما تعرض الضحايا للضرب أو أُجبروا على شرب الكحول لإجبارهم على الامتثال، تم استخدام التنكر للسماح للضحايا بالتصويت عدة مرات، وهذا يمكن أن يفسر الزي الغريب الذي كان يرتديه بو عندما تم اكتشافه.
ومع وجود أدلة مجزأة ومتناقضة أحيانًا فيما يتعلق بأيام بو الأخيرة، فمن الصعب أن نتخيل أنه ستكون هناك إجابة مرضية تمامًا حول سبب مقتله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة