تمر اليوم الذكرى الـ 159 على ميلاد الفيلسوف والشاعر والروائى إسبانى، ميجيل دى أونامونو، إذ ولد فى 29 سبتمبر 1864 ورحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 31 ديسمبر لعام 1936، وخلال حياته عين أستاذا للغة اليونانية بجامعة سلامنكا عام 1891م، ثم رئيسًا للجامعة فى عام 1900م، وكتب ما يزيد على 3 آلاف مقالة قصيرة، واكتسب عداء أربع حكومات متعاقبة بسبب نقده السياسى الجريء.
وحسب كتاب "للحب والحرية: أزهار من بستان الشعر الغربي قديمًا وحديثًا"، لعبد الغفار مكاوى، فأن أونامونو فيلسوف إسباني يمكن أن يُعدَّ من رُوَّاد فلسفة الوجود (أو الوجودية)، وهو شاعر وروائي وقاص ودارس ضليع للغة اليونانية القديمة والتراث الإغريقي، ولد في بيلباو (منطقة قشتالة) ودرس الفلسفة والأدب فى مدريد، ثم تابع الطريق الأكاديمى إلى أن عين في سنة 1891 أستاذًا للغة اليونانية بجامعة سلامنكا، وأصبح بعد ذلك مديرًا لها حتى وفاته، باستثناء الفترات التي جرد فيها من جميع مناصبه أو حكم عليه فيها بالنفي — إلى الجزُر الكنارية — أو بالسجن، بسبب الاضطرابات السياسية والصراعات الطاحنة قبل الحرب الأهلية، التي تأرجحَت مواقفه منها بين تأييد الملكيين والجمهوريين من ناحية أو الفاشيين بزعامة فرانكو من ناحية أخرى، فقد أيدهم في أواخر حياته ثم تنبه إلى خطئه الفادح فألقى خطبة شهيرة هاجم فيها الفاشية والفاشيين هجومًا ضاريًا، وذلك أثناء الاحتفال الذي أقاموه بيوم العنصرة (12 أكتوبر سنة 1936) فطُرِد من منصبه ووضع تحت رقابة الشرطة، ولكن لم يطُل به الأجل بعد ذلك الحادث ولم يتسع للمزيد من الغدر والتعذيب، إذ ودعه الناس وهم يودعون ذلك العام (1936) بعد موته وحيدًا في آخر يوم من أيامه.
ويؤكد "مكاوي" في كتابه سالف الذكر، كان أونامونو رجلًا واسع الثقافة، ذا قدراتٍ عقلية فذَّة أتاحت له أن يرى الأشياء والأفكار من جوانبها الإيجابية والسلبية. بيْد أن أمانته المفرطة كانت لسوء الحظ تميل به في مواقف كثيرة إلى السلب بدلًا من أن تهديه في الوقت المناسب إلى الصواب … ومن هنا جاء تردده الطويل بين الجمهوريين والفاشيين، إلى أن تبين له وجه الحق قبل فوات الأوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة