في ظل تبعيات الإعصار المدمر الذي ضرب الساحل الليبي الأسبوع الماضي، منعت السلطات الليبية، أمس الجمعة، المدنيين من دخول مدينة درنة التي اجتاحتها الفيضانات "إعصار دانيال" حتى تتمكن الفرق من البحث بين الطين والمباني المدمرة عن 10100 شخص ما زالوا في عداد المفقودين بعد ارتفاع العدد المعروف إلى 11300 قتيل، وفق سكاي نيوز.
ودرنة هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، كما تعتبر ثاني كبرى مدن الجبل الاخضر بعد مدينة البيضاء ويشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، وفي 2011 بلغ سكان مدينة درنة حوالي 80.000 نسمة تقريباً. وهي المركز الإداري لبلدية درنة.
ووفقا لبواية "جهاز إدارة المدن التاريخية" الليبي، فأن مدينة درنة الحالية فأول من أسسها هم الأندلسيون الذين نزحوا إليها سنة 1040هـ 1493م عندما استقرت بعض العائلات الأندلسية بها، واخذوا يشتغلون بالتجارة بشكل يفوق كل سكان برقة وبها مرسى بحري صغير في جهتها الشرقية كانت ترسو فيه السفن على بعد قليل من البر وتقع شرقي مدينة بنيغازي إلى الشمال بنحو 280 ك م.
وبحسب الموقع سالف الذكر، فأنه يمكن تحديد الفترة الأولى بالفترة التي سبقت الفتح الإسلامي حيث تعرضت درنة كبقية المدن الليبية لتوافد أقوام من مدن خارجية وأن كانت مأهولة بالسكان قبل مجيء الإغريق حيث كان يطلق عليها اسم (أراسيا) ولعلهم لم يستوطنوا بها- الإغريق- عند نزوحهم الأول إلى شرق ليبيا بسبب صعوبة الموقع والارتفاع الصعب لحافة الهضبة المحيطة بموقعها وبعدها عن إقليم المدن الخمس، أو من جراء النزاعات التي برزت بين القادة الإغريق آنذاك.
غير أن اسم درنة اخذ في البروز في عهد سيطرة البطالمة على إقليم برقة حيث أخذ هؤلاء في التوسع والبحث عن مناطق نفوذ جديدة وموانئ أخرى لرسو سفنهم حيث استعمرت المناطق المرتفعة فيه وبنيت كهوفاً ومغارات خصصت للسكن وهذا ما أظهرته الحفريات والبحث الأثري في تلك المنطقة.
وبعد وفاة أخر البطالمة الذين حكموا برقة (بطليموس أبيون) خضعت للامبراطورية الرومانية وفيما بعد أصبحت كل المنطقة الممتدة من خليج سرت الكبير حتى الإسكندرية دوقية واحدة وانتشرت المسيحية فيها فكان هناك أسقفية في درنة منذ القرون الأولى للمسيحية، ومع مجيء الوندال تقلص انتشار المسيحية وإجبار السكان بترك النصرانية بالعنف أحياناً وباللين أحياناً أخرى إلى جانب تخريب الأديرة وتدميرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة