كانت جلسات المصاطب من وسائل نقل الأخبار والشائعات، ومع تطور العصر وظهور العديد من مواقع التواصل الإجتماعى المختلفة، والتي أصبحت في متناول إيدى الجميع، بمختلف فئات أعمارهم، خاصة بعد حرص الكثير من الآباء على شراء هواتف محمول لأطفالهم، وتدشين صفحات شخصية لهم على هذه المواقع، أصبحت الأخبار والمعلومات والشائعات الكاذبة في متناول إيدى الجميع وللأسف البعض يساعد في انتشارها من خلال "تشيرها" على صفحته، وعن طريقه تنتشر لمئات وآلاف الأشخاص، مما تسبب في حدوث مشاكل شخصية لبعض الأشخاص والمشاهير سواء في مجال الفن أو الرياضة وحتى المشاهير من المؤثرين فى مثل هذه المواقع والذين يعرفون باسم "بلوجر"، والتي تعتبر من المهن الحديثة الجديدة على مجتمعنا والتي يعتمد من يعمل بها على جمع أكبر عدد من الأشخاص لتوثيق صفحته لاستخدامها في نشر إعلانات لمطاعم أو شركات أو أي مؤسسة ترغب في الإعلان عنها أو يستخدمها للترويج لموهبته الفنية والتي قد تؤهله بعد ذلك للوصول لأكبر عدد من الناس والذى قد يكون من بينهم مكتشفه الذى يظهره للنور.
استخدام وسائل التواصل الإجتماعى للترويج لموهبة أو فكرة جيدة تفيد المجتمع، يعتبر أمر حميد يجب على الجميع تشجيعه، لكن استخدام البعض هذه المواقع في الترويج لأفكارهم السامة التي تهدف لتحطيم أسس المجتمع من عادات وتقاليد وأخلاق، ونشر شائعات سواء على هيئة صور ساخرة أو منشورات، التي ساعد البعض على ترويجها دون وعى بتأثيرها السلبى على المجتمع.
وأجريت العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي حول استخدام وسائل التواصل الإجتماعى في الترويج للأخبار، ووجد مسح أجراه مركز بيو للأبحاث على البالغين في الولايات المتحدة في الفترة من 13 إلى 19 يوليو 2020، أن حوالى ثلثي الأمريكيين (64٪) أفادوا بإن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي في الغالب على الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد خلال ذلك الوقت، حيث أشار عشرة أمريكيين إلى إن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي في الغالب على الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد، بينما أكد ربعهم على إن هذه المنصات ليس لها تأثير إيجابي أو سلبي في الأوضاع الحالية.
وأكد غالبية الأمريكيين على إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلبًا على الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد، وفى دراسة حديثة وجد باحثو جامعة جنوب كاليفورنيا أن المنصات الإجتماعية المؤثر الأكبر في انتشار الأخبار المزيفة، وتوصلت النتائج التي نُشرت من قبل Proceedings of the National Academy of Sciences ، أن المعلومات الخاطئة تنتشر لأن المستخدمين يفتقرون إلى مهارات التفكير النقدي اللازمة لتمييز الحقيقة عن الباطل.
وقدم باحثون من كلية الآداب للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الشارقة، دراسة هدفها التعرف على انتشار الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن المجتمعي من منظور طلاب الجامعات وخلصت الدراسة إلى أن "الواتس آب" هو الأكثر انتشاراً للشائعات و" Instagram "في المرتبة الثانية، ثم تطبيق "التيك توك"، وأكدت الدراسة على هذه الوسائط المتعددة ساهمت بشكل كبير في مصداقية الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت النتائج أيضاً أن أكثر أنواع الشائعات انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب عينة الدراسة، كانت الشائعات الاجتماعية، تليها الشائعات السياسية، فيما جاءت الشائعات الأمنية في المرتبة الأخيرة.
ولذلك يجب التفكير قليلاً قبل مشاركة أي خبر أيا كان نوعه أو حتى شائعة حتى لا تكون مصدر انتشار إشاعة كاذبة قد تسبب في حدوث بلبلة أو مشكلة لأى شخص أو لمجموعة من الأفراد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة