علا رضوان

الهروب من الواقع

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023 12:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في رحله الحياة وتقلباتها المتلاحقة والتي تتسارع يوما بعد يوم وتفاجئنا باختبارات عنيفة، نقع فريسه للتشتت والضياع، وبما اننا لا يمكننا تجنب وجوه الحياة القاسية وقبل ان نقع أسرى لواقع مؤلم او تغير مفاجئ او ظلم بين لا نجد مخرج من هذا الحصار سوي بالأيمان بالله ومحاولة الحفاظ على أفضل نسخه من أنفسنا والبحث عن وسيلة هروب تخفف حدة الألم وتبعث فينا الامل من جديد وخاصة في حال تعذر التغير وقلة الحيلة، ام عن الطريقة التي تختارها في الهروب فهي ترجع لطبيعتك البشرية وثقافتك وايمانك وما تعلمته من الحياة.  أجد ان الفنون وسيلة آمنة ومفيدة ونوع من أنواع الهروب اللذيذ ليس فقط للذين ينتسبون له ويحترفونه.
 
بل لكل البشر شرط الإحساس والقدرة على التذوق أقول ذلك لأن هناك شريحة للأسف حرمت من نعمة الشعور بالجمال ومتعة التذوق والاهتداء بالحواس.
 
فلم يستوقفهم جمال صوت مرتل، ولا يملكون اجنحة تحلق بخيالهم وهم يتابعون فيلم بديع ، ولم يجربوا الغرق في مغامرة مثيرة يلتقطوا انفاسهم فيها بعد كلمة النهاية لرواية مذهلة، الفن قوة تأثير هائلة  تتجاوز الزمان والمكان يحمل قوة تغير لا محدودة تستطيع من خلاله تحويل القبح الي جمال والحزن الي  سعادة  والسجن الي حرية ولو لساعات او دقائق .هذه احدي وظائفه  الذي لا تقل اهمية عن الجانب الاخر والذي يملك القدرة ايضا علي ابراز الواقع الذي نعيشه ويمتد تأثيره لتوصيل وتثقيف واحداث التغير الإيجابي اقوي بمئات المرات من الخطب والمؤتمرات .
 
ويعزز التفاهم والتعاطف مع كل قضايانا في العالم القريب والبعيد فهو وسيلة لكسر الحواجز الثقافية واللغوية والعرقية. بالأعمال الفنية تتحدث لجمهور متنوع وتترجم الأفكار والمشاعر بطرق ملموسه وعميقة تخلق جسور نعبر بها وبقضايانا لنصنع تغير في المفاهيم ونبني تعاون بينا وين المجتمعات الأخرى. والفنون شأنها شأن كل شيء في الحياة يمكن ان يكون نافع او ضار ردا على من يحرمونه او يقلل من شأنه، الفن طريقة للتعبير عن مشاعرنا وعن تأثرنا بكل ما يحيط بنا من جمال وقبح ويفسر لنا ما نجهله. الفن ليس فقط لتزيين الحياة بل لجعلها قابلة للعيش ـ رالف والدو ايمرسون.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة