في وقت الشدائد والظروف الصعبة دائما مصر هي الحاضرة والمؤثرة والمنقذة والسند والداعمة، فالمتتبع لما يحدث في حرب غزة منذ انطلاقها، وما حدث على وجه الخصوص من تهديد سريان الهدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في اليوم الثانى، يجد أن كلمة السر هي مصر، فلما لا وهى من تدخلت وبذلت مجهودات كبيرة مع المقاومة والجانب الإسرائيلي، والأشقاء في قطر بعد أن حبس العالم أنفاسه خوفا من تأزم الأمور، لكن بفضل الله وبفضل مصر تم إنهاء الأزمة وإنجاح عملية تبادل الأسرى وتسليم المحتجزين وفقا لبنود الهدنة وشروطها لليوم الثانى.
ليسأل العالم، ماذا لو لم تكن هناك مصر عندما هددت سريان الهدنة؟..بداية كلُ بفضل الله، لكن الإجابة وفق المعطيات البشرية واضحة وصريحة كنا رجعنا إلى منطقة الصفر، حيث عودة القتال والقصف الجنونى وتصاعد الأحداث وإمكانية خروجها عن السيطرة.
لذا، فإن توجه أنظار العالم إلى مصر واستقبالها لكل رؤساء وقادة الدنيا وتحدث الجميع معها لم يأت من فراغ ولا محل صدفة، فلما لا وقد تحركت مصر ورئيسها فور اندلاع الأزمة وأغلقت الباب أمام مخطط التهجير من خلال الإعلان عنه ورفضه تماما من قبل مصر وشرح المخطط للعالم كله، ثم جاء تحركا على كل المستويات لاحتواء الأزمة بكل الطرق السياسية والإغاثية، فكانت الدعوة لقمة القاهرة للسلام ثم توفير مئات الأطنان من المساعدات المصرية أمام معبر رفح قم فتح مطار العريش لاستقبال أي مساعدات من أي دولة أو منظمة دولية، كل هذا تم خلال الساعات الأولى دون تردد أو انتظار أو معرفة المواقف مثلما فعل آخرون، وهو ما يعنى موقف مصر المشرف ودورها النزيه ونيتها الصادقة لدعم الفلسطينيين.
نعم تحرك مصر كان جادا وملموسا ومقدرا من العالم كله منذ اليوم الأول لاحتواء التصعيد المتواصل في ظل تزايد العمليات الإسرائيلية وبدء تطبيق سياسة العقاب الجماعى على السكان من قطع الكهرباء والمياه ونقص الإمدادات الغذائية وقصف معبر رفح الفلسطينى، وكذلك تكثيف التحركات الإقليمية والدولية بهدف إدخال المساعدات من أجل إنقاذ السكان من كارثة إنسانية مروعة رغم المعوقات التى تضعها إسرائيل فى هذا الشأن.
لتقول مصر على الملأ وتحذر دون مواربة من خطورة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتطالب بوجوب إخراج المدنيين من دائرة الانتقام وتجنب سياسة العقاب الجماعى والحصار والتهجير، بل وتعلنا صراحة أنها لن تتخلى عن الشعب الفلسطينى وأن هدفها النهائى هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لذا تواصل جهودها وتبذل كل غالٍ لاحتواء التصعد ولدعم الأشقاء، ولمتابعة الأزمة الراهنة لحظة بلحظة حقنا للدماء وللحفاظ على سريان الهدنة، والتدخل الناجز لإنهاء أي عقبات أو عراقيل تواجهها، مثلما حدث في اليوم الثانى للهدنة..
أخيرا .. هذا ليس بغريب عن مصر فهى الدولة التي لم تتوان طوال تاريخ الصراع عن تقديم كل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية، بل دافعت عنها فى جميع المحافل الإقليمية والدولية، ودورها الرئيسى فى التهدئات بين كل من إسرائيل وقطاع غزة طوال الحروب السابقة، ودورها فى إنجاز صفقة شاليت التى أدت إلى الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطينى فى نوفمبر 2011، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات فى إطار إعادة إعمار غزة وتحديد مبلغ 500 مليون دولار لهذا الغرض، ولسان حالها دائما يقول "مصر لن تترك أشقاءها بمفردهم".. حفظ الله مصر ونصر اشقائنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة