سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 نوفمبر 1911.. وفاة على باشا فهمى أحد أبرز قيادات الثورة العرابية والعقل المدبر لزعيمها أحمد عرابى

الإثنين، 20 نوفمبر 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 نوفمبر 1911.. وفاة على باشا فهمى أحد أبرز قيادات الثورة العرابية والعقل المدبر لزعيمها أحمد عرابى أحمد عرابى
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل على باشا فهمى أحد أبرز قيادات الثورة العرابية إلى القاهرة فى أول سبتمبر 1901 بعد 19 عاما قضاها فى منفاه بجزيرة سيلان، وانزوى فى منزله منسيا بعيدا عن الناس حتى توفى يوم 20 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1911، وفقا للدكتور عبدالمنعم الجميعى فى كتابه «الثورة العرابية رؤية جديدة»، الذى يقدم سيرة هذا البطل بوصفه أحد أبرز قادة الثورة ويصفه بأنه «العقل المدبر» لزعيمها أحمد عرابي.
 
ولد «فهمى» بمحافظة المنوفية، ويذكر «الجميعى» أن مسيرته فى الجيش بدأت ضابطا من تحت السلاح منذ عام 1855، وخدم فى الحرس الخديوى الخاص فى عهد الخديو إسماعيل، وتزوج من احدى حريم القصر، وانضم إلى الجمعية السرية التى أسسها على الروبى فى آواخر عصر إسماعيل تعبيرا عن سخط الضباط الوطنيين من سيطرة الشراكسة على أمور الجيش، والمطالبة بفتح باب الترقى أمام الوطنيين والتخلص من حكم إسماعيل.
 
يضيف «الجميعى» أنه فى عصر الخديو توفيق أصبح على فهمى ياورا وقائدا للحرس الخديوى الخاص، وعندما قامت الثورة تحمس لها، وكان العقل المدبر لعرابى كما كانت له صفحات بطولية خلال مسيرتها، حيث اشترك مع عرابى وعبدالعال حلمى فى تقديم عريضة إلى رياض باشا رئيس النظار فى يناير 1881 للمطالبة بوقف الظلم الواقع على ضباط الجيش المصريين، وبأن يكون وزير الحربية مصريا، ونتيجة لذلك أصدر الخديو أمرا باعتقال الضباط الثلاثة، وإحالتهم إلى مجلس عسكرى لمحاكمتهم، غير أن الضابط محمد عبيد اقتحم بقواته مقر المحكمة وأطلق سراحهم وذهبوا إلى قصر عابدين، لإطلاع الخديو على ما حدث وعرض مطالبهم عليه ومنها عزل عثمان رفقى من نظارة الحربية وإسنادها إلى محمود سامى البارودى.
 
يذكر «الجميعى» أنه بعد أن اشتد عود الثورة برزت حاجتها إلى داعية من المدنيين فاتصل على فهمى بعبدالله النديم، وطالبه بالدعوة للجيش علانية فاستجاب وأصبح من أشد المتحمسين للثورة، وساند العرابين فى موقفهم خلال مظاهرة 9 سبتمبر 1881 أمام قصر عابدين رغم محاولات الخديو استمالته، وحضر اجتماع المجلس العرفى مع النواب والأعيان والوجهاء واعترض على قرار الخديو يعزل عرابى من نظارة الحربية، وشارك فى أداء اليمين الذى لقنه الشيخ محمد عبده لكبار الضباط والقسم على المصحف بضرورة التكاتف لمحاربة الإنجليز إذا فكروا فى غزو مصر، وأن من يخرج عن الصف يستحق قطع الرقبة وشق الصدر.
 
بعد نشوب الحرب مع الإنجليز شارك على فهمى فى معركتى القصاصين الأولى والثانية، وكان قائدا للمعركة الثانية التى استمرت ثلاث ساعات يوم 8 سبتمبر 1882، وهاجم مواقع الإنجليز، وثبت ثبات الأبطال إلى آخر المعركة، وأصيب برصاصة فى ساقه وظل جريحا حتى انتهت الثورة.
 
اعتقل على فهمى، عقب هزيمة الثورة، وحوكم بتهمة التمرد والعصيان، وقضت المحكمة بإعدامه وتجريده من رتبته العسكرية وألقابه وعلامات الشرف الحائز عليها، ومحو اسمه من دفاتر ضباط الجيش المصرى ومصادرة أملاكه، ثم استبدل الحكم بالنفى المؤبد من القطر المصرى وملحقاته إلى سيلان وتخصيص معاش لإعانته فى المنفى وتعهده بعدم العودة إلى مصر، ولو عاد إليها خلسة تطبق عقوبة الإعدام عليه بدون أى محاكمة.
 
اصطحب على فهمى حرمه وكريماته الثلاثة وخدمه إلى منفاه، وعاش حياة رتيبة شديدة الملل والمعاناة، وتذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «عرابى ورفاقه فى جنة آدم»، أن السنين تعاقبت عليه فى المنفى واختلف مع عرابى، وحدث انشقاق بينهما فى ظل الظروف الصعبة التى تعرضا لها وفترات اليأس التى صاحبتهما.
 
كان المنفيون إلى سيلان سبعة، هم قادة الثورة العرابية، وتؤكد لطيفة سالم أنهم لم يكفوا عن المطالبة بالعودة إلى مصر بعد انحدار حالتهم الصحية، وارتفعت أصواتهم بالشكوى، وتناقص عددهم سنة بعد أخرى إما بالعودة لمصر أوبالوفاة فى المنفى، ولم يبق غير عرابى وعلى فهمى الذى تقدم بالتماس للعودة مرفق به تقرير من طبيبه يقرر بأنه تحت العلاج منذ تسع سنوات لإصابته بالدوسنتاريا وعسر الهضم وتضخم الطحال والكبد والإكزيما باليدين، وأن غذاءه الوحيد هو اللبن، وصرح الطبيب أن حالته الصحية فى اضمحلال وامتداد إقامته فى سيلان سيقضى على حياته، لكن لم يؤخذ بهذا التقرير.
 
استمر الرفض لعودة عرابى وعلى فهمى إلى أن تدخل ولى العهد بريطانيا أثناء زيارته لسيلان، وتذكر لطيفة سالم أن الخارجية البريطانية رأت تحقيق هذا الطلب فضغطت على ممثلها فى مصر للتنفيذ، وصدر الأمر العالى الخديوى فى 24 مايو 1901 بالترخيص لعرابى وفهمى بالعودة إلى مصر، ويذكر «الجميعى»: «غادر فهمى سيلان فى 15 أغسطس 1901، ووصل إلى القاهرة فى أول سبتمبر، وانزوى فى منزله حوالى عشر سنوات منسيا بعيدا عن الناس حتى توفى يوم 20 نوفمبر 1911. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة