الجبان يموت آلاف المرات، ولكنّ الشجاع لا يذوق الموت إلّا مرة واحدة، حقا شجاعة وصمود أهلنا فى غزة وفى فلسطين أثارت إعجاب واندهاش الكثيرين فى العالم مقابل جبن العدو رغم قوة طيرانه وسلاحه وعتاده، هناك صمود أسطورى لأم من غزة تجمع أشلاء أبنائها وهى تقول "الحمد لله"، أو رجل أنفق أربعين عاما من العمل الشاق لبناء داره ثم جاءت صواريخ الاحتلال وقصفت الدار فما كان من الرجل المسن إلا أن يقول كله فدا فلسطين، أو الرجل الذى يدعم إخوانه ومنهم من يبكى داخل المستشفى، قائلا: "متعيطش يا زلمة هذى أرض جهاد ورباط". حتى الأطفال الأبطال الذين يقفون ويقدمون بلغة قوية خطب عظيمة -لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة- دفاعا عن الأرض والعرض والوطن ليؤكد كل طفل فى غزة مقولة "ليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول".
مظاهر الجلد والصمود والثبات ألهمت الكثيرين فى العالم للبحث عن سبب صمود هذا الشعب الأبى، ومنهم الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعية الأمريكية ميجان رايس، والتى تساءلت عن مصدر قوة هذا الشعب فكان الرد فى بعض التعليقات: "القرآن". مما دفع ميجان لشراء نسخة من القرآن باللغة الإنجليزية لتظهر على شاشة كاميرا هاتفها تقرأ آيات من القرآن وهى مذهولة من جمال وقوة ووضوح النص القرآنى، وما هى إلا أيام وقد ظهرت ميجان رايس مرتدية حجالها وهى تنطق بالشهادتين، ولم تكن هى الوحيدة فى ذلك فهناك كثيرون فى الغرب تغيرت نظرتهم عن العرب والشرق وعن تلك الصورة النمطية التى قدمها لهم إعلامهم الذى يسيطر عليه رأس المال الصهيونى، وأصبح تعاطف أحرار العالم مع القضية الفلسطينية يزداد يوما بعد يوم، والدليل على ذلك أن المظاهرات الحاشدة فى لندن التى لم تشهد مثلها عاصمة الضباب منذ 20 عاما من أيام الحرب على العراق، كانت تلك الحشود اللندنية سببا فى إقالة وزيرة الداخلية البريطانية سويلا التى هاجمت ما أسمته تراخى رجال الشرطة البريطانيين مع مظاهرات دعم فلسطين، والتى أسمتها الوزيرة مظاهرات دعم الكراهية مما حدا برئيس الوزراء البريطانى سوناك بإقالتها لتهدئة الرأى العام.
نندهش -نحن العرب- أبناء الوطن الواحد والثقافة المشتركة من صمود وصبر أهلنا فى غزة فما بالك بمن هو غريب، سيكون بالطبع أكثر دهشة ولديه من الفضول الكثير ليعرف السر، وفى طريقه لاكتشاف هذا السر يعرف عدالة القضية الفلسطينية ويعرف آن آلته الإعلامية الغربية الجهنمية ضحكت عليه، وصنعت أساطير من الأكاذيب أن الكيان المحتل هو الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، ليكتشف مواطنو هذه الدول خاصة الأحرار منهم أنه لا ديمقراطية فى الكيان الصهيونى ولا فى مجتمع السياسة الغربى، وأن هناك فرقا كبيرا بين من يدافع عن وطنه وأرضه التى اغتصبت ببسالة، مقابل خسة ودناءة المغتصب.
بالتأكيد العالم قبل 7 أكتوبر 2023 غير العالم بعد السابع من أكتوبر، أقولها بعد أن رأيت الناس يدخلون فى دين الله ودين الإنسانية على عكس ما أرادوا: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة