قد يقول سائل ما قيمة إنشاء مدن جديدة وطرق وكبارى ومشروعات تنمية مستدامة، وهناك أزمات اقتصادية طاحنة.. أليس من الأولى الآن العمل على خفض الأسعار وتوفير الأكل والشرب بمنطق "إحيينى النهاردة وموتنى بكرة"؟.. قد يكون هذا التساؤل له وجاهته للمواطن العادى، لكن في الحقيقة التي نعلمها جميعا ولا مجال فيها للشك، هذا التفكير وتلك السياسة هي أم الكوارث خلال العقود الماضية، حيث كان الاعتماد على المُسكنات وإرضاء الشعب حتى ولو على حساب مستقبل الأجيال دون النظر إلى أهمية التنمية المستدامة ودورها في نهضة الشعوب، لذلك عشنا سنوات طويلة وممتدة بسياسة ندفع ثمنها الآن وخاصة بعدما تكشّفت الأمور بعد 2011 وانهيار الاقتصاد المصرى جراء ما حدث من إرهاب وتداعيات لما يحدث من كوارث في ظل المجال الحيوى لمنطقتنا التي أصبح مليئا بالصراعات، ومن أزمات عالمية طاحنة، وهنا أصبحت الدولة أمام خيار واحد وإجبارى، وهو إما نهضة تنموية حقيقية أو اتباع السياسة القديمة التي أشرنا إليها وترك مصر لمصيرها يسير عليها ما سار على بلدان كثيرة في منطقتها من صراعات وأزمات وانقسامات.
نعم التخفيف على المواطنين وقت الأزمات مسئولية الدولة، ونعم لمنطق الأولويات في ظل الأزمات، لكن يجب أن نضع أمام أعيينا جيدا أن التنمية الطموحة المستدامة هي الوسيلة الناجزة والتي بديلا عناها للقضاء على الفقر، والحل الجذرى لمشكلات الدول.. وأن تعزيز التقدم في ظل نمو سكانى كبير يلزم حبرا التوجه إلى التنمية المستدامة بإنشاء المشروعات القومية ليصبح جالبا للنعمة بدلا من أن يكون جالبا للنقمة.
وحتى يكتمل هذا التصور فيجب طرح هذا التساؤل، أين سيعيش الناس في ظل زيادة سكانية تصل لـ2.5 مليون نسمة في السنة؟ وكيف سيحصلون على لقمة العيش؟ لذلك تعد التنمية المستدامة كلمة السر لإنقاذ مصر من العشوائيات والانفجار السكانى، وأن هذه المشروعات لابد أن يتم استكمالها مهما كانت التحديات والظروف لأنها بمثابة الخروج من عنق الزجاجة..
لذلك فإن قناعتى أن المثل الشعبى "إحيينى النهاردة وموتنى بكرة" قاتل للطموح وسببا للكوارث لأنه ينظر إلى اليوم واللحظة لا الغد والمستقبل، فكيف لطالب ينجح وهو في حياته هذا المثل؟.. وكيف لمفكر يبدع وهى يعزز من هذا المثل في تصرفاته؟.. وكيف لمواطنين يحلمون برفاه اجتماعى واقتصادى لهم ولبلادهم وهم يؤمنون بهذا المثل؟.. فنعم للتنمية المستدامة .. حفظ الله مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة