- فى سن صغيرة تعلم العود وبدأ التردد على المسارح وسماع منيرة المهدية لكنه كان طالبا مجتهدا وكان "ضابط المدرسة" يقول له: ليت لى ولدا مثلك.. ويسافر إلى أسيوط بعد زواج الأخت فيعانى من صدمة "الاغتراب" ويعانى من قسوة زوج أخته الذى "يأكل البطيخ وحده"
مرض أبوه وصار طريح الفراش فكان يمسك المصباح ويطوف أرجاء الحجرة بحثا عن الحشرات لينتقم منها جزاء إيذاء الأب المريض
- واجه موت الأب بعمل أول محاولة لرسم لوحة زيتية فرسم نفسه ووضع شنبا وذقنا ودهن اللوحة بزيت الزيتون لأنه سمع أن الفنان الكبير يرسم بالزيت..
فى الحلقة السابقة رأينا كيف سرد حسين بيكار تفاصيل حياته المبكرة ومعاناته طفلا، محروما من اللعب، مجبرا على العمل صبيا لترزى تركى حينا وبائعا متجولا للسمسمية والفولية التى يصنعها والده فى حين آخر، ولكن كل هذا الظلام لم يخل من نور، وهذا النور أتى إليه من على فترات متباعدة فى صورة جرعة طرب مفاجئة أتته من سماع صوت "صالح عبدالحى" فى حفل الجيران، أو فى رؤية سيد درويش فى فناء مدرستهم أثناء تلقينهم للنشيد الشهير وقتها "بنو مصر" الذى ألفه أحمد شوقى ولحنه سيد درويش، كما رأينا لأول مرة انبهار بيكار بالرسم، حينما رأى فنانا تركيا يرسم بهباب الشمعة على طبق.
وبرغم قسوة بعض المشاهد التى يسردها بيكار فى مسودات مذكراته الشخصية التى لم تر النور، لكننا نستطيع أن نستكشف منها كيف عاش هذا الطفل فى عالمه الخاص، وكيف تشكلت ذاكرته البصرية والوجدانية على نحو دقيق، ونستطيع أيضا أن نستكشف من خلال اضطراب ذاكرته واهتزاز خط يده فى كثير من الورقات أن بيكار حاول استرجاع تلك الذكريات فى أواخر عمره، وهو الأمر الذى سنراه بوضوح هنا فى هذه الحلقة التى سنبحر من خلالها فى حياة حسين بيكار الفنان المبهر الذى صار حالة وطنية فريدة.
الصراع مع الذاكرة
سيكون من المهم هنا أيضا أن نذكر أن بيكار حينما كتب هذه الورقات لم يكن يضع صورة نهائية لمذكراته، لكنه كان يرسم لنفسه خطا زمنيا ليعود إليه مرة أخرى حينما يصيغ المذكرات فى صورتها النهائية، كما أن ذكر السنوات كما أوضحنا ربما لا يكون دقيقا، فعلى سبيل المثال فقد ذكر فى الصفحة التى طالعناها أمس أحداثا فى سنة 1926 ورأينا أن الأحداث التاريخية التى ذكرها لا تنتمى إلى هذا العام، كما يذكر فى صفحة أخرى أحداثا أخرى حدثت فى هذا العام فكتب 1926 - 27 "منزل فى شارع أبو وردة - زواج مختار من الأخت - صديقه مدمن الخمر - حفلات سمر النساء يوم الزيارة الأسبوعية - الوالد بلا عمل تماما"، وهكذا يمضى بيكار ليرسم لنفسه طريقا فى الزمن الذى عاشه محتفظا لنفسه بالتفاصيل.
هذا هو بيكار الطفل، يقاوم الحظ المتعثر، ما بين شقاء الأم التى تعمل "خياطة" بالقطعة، وكبر سن الأب الذى أثر فيه بشكل كبير، وبؤس حال الأخت التى ترتبط وتنفصل وتتزوج وتطلق، أما هو فقد كان يعيش فى عالمه الخاص يلتقط منه ما يريد، ما بين مدرسة العروة الوثقى فى ميدان الخمس فوانيس وشوارع الإسكندرية الحانية التى تزرع فيه الحب والفن والإلهام، وقد حرص بيكار على كتابة حياته بشكلها الإنسانى دون مبالغة أو تجميل، فيذكر مثلا أنه فى العام 1927 كان قد وصل إلى مرحلة البلوغ، ولهذا كان يرفض الاستحمام بواسطة "الغير"، كما يرصد معايشته لحفلات سمر النساء يوم الزيارة الأسبوعية، وتردده على "المشغل" الذى تعمل فيه والدته، ولا يخفى بيكار فى هذه المرحلة شغفه بعالم النساء الذى يستكشفه، فيذكر "الخياطة السورية" ذات الاسم الغريب "تودد"، كما يذكر "بنت الغسالة" دون أن يذكر أية تفاصيل، وهو ما يمنح الخيال مساحة واسعة لملء هذه الفراغات بما تيسر من تفاصيل.
إنه يأكل البطيخ وحده
أتخيل وكأن بيكار نائم فى أريكته متستأنسا بشعاع وحيد من نور، وأرى وكأن تلك الذكريات تخرج من رأسه إلى الفضاء فيمسك بها متلهفا، ويزرعها فى صفحة صفراء، على أمل أن تنمو هذه الذكرى فيما بعد، وبرغم أن بيكار لم يدون مصير الكثير من هذه الذكريات لكن معرفتنا بحياته تخبرنا بكيفية نماء هذه البذور، فيقول مثلا إنه فى مرحلة البلوغ تلك بدأ "التردد على المسارح" وبدأ فى دخول مسرح "الهمبرا" وسماع "منيرة المهدية"، كما بدأ فى تلك المرحلة أيضا الاهتمام بموهبته فى الرسم وفيها اشترى أول علبة ألوان وحاول أن يقلد الرسومات على كروت المعايدة، وفى تلك الفترة تعلم العود أيضا، وبرغم كل هذا لا يترك بيكار واجباته المدرسية أبدا ويبدو مثاليا تماما، فيتذكر قول "ضابط المدرسة" له: ليت لى ولد مثلك، كما يبدأ فى هذه المرحلة الانبهار باللوحات عند تجار اللوحات والبراويز ومشاهدها الخلابة، ويستغرق فى تربية "دودة القز" حتى يسافر إلى أسيوط بعد زواج الأخت، فيعانى من صدمة "الاغتراب" ويعانى من قسوة زوج أخته الذى يكتفى بالتدليل على هذه القسوة بالقول إنه "يأكل البطيخ وحده".
بيكار هنا يبلغ من العمر 14 عاما بحسب ما كتب عمره فى دائرة على هامش الصفحة، وفى هذا العمر تنمو ذائقته الفنية ويبدأ فى الانشغال بالرسم، وهو ما يسترعى انتباه صديق زوج أخته الذى يطلق عليه لقب "الطالب البيطرى شوقى عونى"، الذى ينصحه باستكمال دراسته للفنون، ويبدو أن الأمور كانت فى غاية السوء مع زوج أخته، ولهذا يقرر العودة إلى القاهرة "بعد استحالة الحياة فى هذا الوضع".
الخياطة السورية "تودد"
إلى أين يعود بيكار وأسرته؟ هنا يبرز اسم الخياطة السورية "تودد" مرة أخرى التى تقبل بأن يعيش بيكار معها فى شقتها الضيقة، وأن تعمل والدته فى مشغلها، بينما حالة الأب الصحية تزداد سوءا، بعد أن فقد القدرة على العمل تماما، وهو الأمر الذى يمر على بيكار بصعوبة بالغة، وفى ورقة أخرى يصف بيكار حالة الأب الصحية المتردية فيقول: كان الصبى يذكر الليالى الطوال التى يقضيها بجوار أبيه طريح الفراش، وكان يمسك مصباح الغاز الذى تراكمت فوق زجاجته المكسورة طبقات من الهباب الأسود يتغلغل منه ضوؤه وتفتح طريقا للهواء أن يتسلل إلى النار فتتراقص، كان يمسك المصباح ويطوف أرجاء الحجرة بحثا عن الحشرات التى تسكن الثقوب والشقوق فيلسعها بحرارة المصباح، كانت هذه هى الطريقة التى تعلمها لمحاربة هذه الحشرات التى تؤرق نومه وتترك بقعا من الدماء فوق غطائه الممزق ورائحة كريهة تمتزج بدمائها، وكانت ليالى الشتاء طويلة طويلة، يتملكها البرد والرعود التى تهز البيت المتداعى هذا.
فى هذا البرد، فى هذا المرض، فى هذا الفقر، فى هذه الوحدة، يعيش بيكار الصبى اليافع الذى يحمل فى عيونه أملا وفى عقله إرادة، وفى قلبه رغبات، ونستطيع هنا أن نلمح تلك العلاقة الخاصة بين بيكار وأبيه فى حرصه على السهر معه أيام مرضه، ورغبته المحمومة فى الانتقام من الحشرات التى تقلق نومه وتلهب جسده بلدغاتها المستفزة، وفى حين أن بيكار كان كثيرا ما يذكر أمه بالكثير من التقدير والتبجيل، لكن من خلال هذه الورقات نستطيع أن نكتشف أثر هذا الوالد "الكهل" على ابنه، فقد تزاملا سويا فى العمل وبيع البطاطا والسمسمية، ومنه تعلم بيكار الخط الحسن الذى يعتبر مدخله الأول لعالم الفنون.
بيكار يلعب مع بنت الجيران
وبرغم كل هذا الألم كان بيكار "الصبى" مراهقا صغيرا، لا يستطيع أن يكبح مشاعره الفياضة تجاه الجنس الآخر، وفى هذا يقول "فى غرفة فوق السطح، والأعاصير تقصف بزجاج النافذة وكأنها عفاريت، كل الأسرة تنام فوق مرتبة فوق الأرض - الأب والأم والبنت والولد - وعندما يخرجون المرتبة فى الشمس يلعب لعبة مع بنت الجيران، "لعبة العريس والعروس تحت اللحاف" ثم يذكر واقعة طريفة فى أن بنت الجيران هذه كانت السبب فى ضياع حذائه عندما صاحبها لشراء "أم الخلول" من أحد المحال ثم قررا أن يذهبا إلى السينما وقبل أن يذهب معها، رأى أباها وخالها، فهرب منهما فى متاهات حوارى الإسكندرية، وحينما حوصر من قبل الأب والخال، هداه تفكيره إلى خلع حذائه والجرى حافيا مسرعا ليهرب منهما، فضاع الحذاء.
هذه "الشقاوة" الطفولية الكبيرة، لم تخرج بيكار الصبى عن "ثوب العفاف" الذى ارتضاه لنفسه، فيقول إن بنت الجيران "التركية" هذه كانت أول قصة حب له، وأنه "تعفف" برغم مواجهة الإغراء العنيف، ثم تحدث الطامة الكبرى التى تخرجه من عالم الحب والعبث إلى عالم الحزن ومواجهة المصير، ألا وهى "موت الأب" الذى يصفه بإيجاز شديد وقسوة شديدة أيضا، فيقول ضمن أحداث سنة 1927 أنه والده توفى وأن جنازته لم يكن فيها سوى الجيران "4 أشخاص وأنا"، وقد دفن والده فى مقابر "الصدقة".
بيكار يواجه الموت
هنا واجه بيكار لأول مرة تجربة الموت، وقد تحدث بيكار فيما بعد عن تلك الواقعة بشىء من التفصيل فى ملزمة أخرى وجدتها ضمن مقتنياته، فيقول فى حوار أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط "أول محاولة للخلق كانت فى سن الخامسة عشر عندما مات أبى، وتمنيت أن أرسم له صورة، ولأنه كان شديد الشبه بى رسمت نفسى ثم وضعت شنبا وذقنا، رسمت الصورة على قطعة من المشمع وبألوان أضفت عليها زيت الزيتون لأنى سمعت أن الفنان الكبير لا بد أن يرسم بألوان زيت على ورق مشمع، وكانت النتيجة طبعا "مضحكة".
كسب بيكار من مواجهة الموت، وبرغم أن النتيجة كانت كما يذكر "مضحكة"، لكن الرسم مكنه من الخروج من حالة "الموت" إلى حالة "الخلق" وربما تكون تلك الواقعة هى السبب فى أن يحترف بيكار فن "البورتريه" وأن يصبح الفنان التشكيلى الأول فى العالم العربى فى إتقان هذا النوع من الفن، ومن هنا نفهم كيف تحولت فكرة التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة إلى واقع متحقق، فبعد أن ذكر واقعة موت أبيه مباشرة، ذكر أنه نجح بتفوق فى اللغة العربية، وعقد النية على دراسة الفنون فى القاهرة، وبالفعل سافر إلى القاهرة وسكن فى بدروم بالعباسية بالقرب من عائلة إسماعيل تيمور وأسرة "عونى" الذى نصحه فى أسيوط بدراسة الفنون، وقد ساعده الطرفان فى السكن وتوفير زبائن لأمه "الخياطة"، ولا ينسى بيكار هنا أن يصف هذه الرعاية الإنسانية الكبيرة بأنها "تفوق الوصف" ليبدأ بيكار رحلة الفن الحقيقية ويتقدم إلى مدرسة الفنون وولى أمره "أمين عونى".
هكذا كانت مصر
رحلة من الألم خاضها بيكار وسط حياة عاصفة محاصرة بالمخاطر، ليثبت بيكار أنه مثل زهرة اللوتس التى تبهرنا بجمالها وصفاء بياضها برغم أنها لا تنمو إلا فى المستنقعات، وفى الحقيقة فإن هذه الورقات الصغيرة تمنحنا صورة شديدة البلاغة وشديدة الوضوح لمصر فى بدايات القرن الماضى، ولعل من أبرز تلك الملامح ما رأيناه من امتزاج المجتمع المصرى بالجنسيات المختلفة التى تعيش برغم الفقر والعوز فى حالة من الانسجام الكبير، فرأينا فى الحلقة السابقة "الترزى التركى" الذى عمل بيكار لديه، ورأينا أمه المصرية التى تشقى من أجل زوجها صاحب الأصول التركية أيضا، ورأينا الخياطة السورية "تودد" ورأينا بنت الجيران التركية أيضا، ورأينا صاحب البيت التركى، كما نلمح ما كان يتميز به هذا المجتمع المختلط من ترابط وتكاتف حقيقى فى العسر واليسر، ففى المساء تجتمع النساء فى حفلات السمر، وفى الصباح يلعب الأطفال، وصاحب البيت الذى يقيم فيه بيكار يدفع تكاليف "طهوره"، وتودد السورية تستضيفهم للعيش معها، وعائلة عونى تساعد عائلة بيكار فى السكن وتوفير العمل ورسم طريقه إلى المستقبل من خلال مدرسة الفنون.
تلك التفاصيل منحتنا خطا زمنيا لحياة بيكار وتقلباتها، وإذا ما رجعنا إلى السؤال الأول الذى طرحناه فى الحلقة السابقة عن توقيت إطلاق اسم بيكار على "بيكار" سنعرف أن مسألة موت الأب لم تكن هى الدافع الأول كما ذكرت الكاتبة فوزية الأشعل، لأن والد بيكار توفى وهو ابن 15 عاما، وقبل دخوله مدرسة الفنون الجميلة، وإذا ما تذكرنا أن بيكار كان يحضر الحفلات تحت اسم "حسين أمين أفندى" حتى العام 1936 أى وهو فى عمر الـ33 سنتأكد من أن تلك القصة تصلح لتوقيت معرفة بيكار بهذا الاسم وليس بتوقيعه به، فمتى أصبح بيكار يوقع باسم "بيكار".
لغز الاسم يفكه مفيد فوزى
فى لقاء تليفزيونى أجراه الراحل الكبير "مفيد فوزى" مع حسين بيكار يقول بطريقته الحوارية الشهيرة يسأله: أستاذ بيكار أحيانا الأسماء يكون لها معنى، مثل أنيس أو آمال أو نسمة، رضا، نعمة، ثم يضحك ويقول لكن اسم بيكار "معرفتلوش معنى" ما معنى هذا الاسم وما هو السر وراءه، فيرد بيكار: مش له معنى واحد لكن له أكتر من معنى، معناه بالفارسية "العاطل" أو الذى بلا عمل، وبالتركية الأعزب، وباللغة العامية المصرية معناه "البرجل" الذى يستخدمه الصناع والبناءون، أنا فى شهادة ميلادى العادية اسمى حسين أمين إبراهيم، وهذا اسمى فى شهادة الميلاد، لكن حدث شىء مثل الزهرة البرية، أنا كنت بشتغل بعد تخرجى فى مدرسة الفنون فى مدرس تربية فنية وتصادف أن هناك مدرسا آخر اسمه حسين أمين، فحدث هذا اللغط، وكان عامل "لخبطة كبيرة" وحدث مرة أنى كنت بقلب فى أوراق عندنا، فلقيت شهادة ميلاد أبويا، فلان فلان بيكار زاده، ولقيت إن اسم بيكار اسم "ظريف" ومن الممكن أن يكون اسم شهرة، ومن هنا انفصلت عن حسين أمين "التاني" وبقيت حسين بيكار، ثم التصق بى هذا الاسم أكثر من الاسم الأصلى، وما زلت أعرف بهذا الاسم.
من هنا نعرف أن بيكار أطلق على نفسه اسم بيكار بعد أن عمل مدرسا فى الصعيد، وقد ذكر بيكار مذكرة ضمن مقتنياته التى تحفظها وزارة الثقافة أنه عمل مدرسا فى الفترة من 1934 وحتى عام 1942، أى ما يقرب من 8 سنوات، لكنه يفصل هذا التاريخ فيقول: فى سنة 1934 عرض على حبيب جورجى العمل بالتدريس قائلا: "يا حسين اعقل وتعالى هناك وظائف" وفى هذه السنة تخرج صلاح طاهر فعيننا أنا وهو مدرسين للرسم، وعملت أنا فى دمنهور لمدة سنة ثم نقلت إلى مدرسة قنا الثانوية وأمضيت بها ثلاث سنوات، أى أن بيكار ذهب إلى قنا سنة 1935، وبقى هناك حتى سنة 1938، أى أنه على أقل تقدير استخدم اسم "حسين أمين إبراهيم" حتى العام 1936 أو 1937.
هكذا أكون قد وصلت إلى الإجابة عن السؤال الذى دفعنى إلى البحث عن تراث بيكار وتاريخه، لكن وضع كل هذا التاريخ أمامى فتح لى العديد من الأبواب التى كنت أظنها مغلقة، وألقى فى عقلى بعشرات الأسئلة التى لم تخطر لى على بال، وغمرنى بالكثير من الأسرار والتفاصيل التى لم أكن أعلم عنها شيئا، وهو ما سنعرفه فى الحلقة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة