مات علام عبد الغفار بعد أن وهب زهور شبابه الناضج لصاحبة الجلالة، مات صانع البهجة في نفوس المواطنين الذى سعى لإثبات حقوقهم ورد مظالمهم عبر تحقيقات صحفية سعى فيها جاهدا أن يرد بها الحقوق ويكشف بها الظالم، صنع البهجة في النفوس فحصد حب الناس الذي لم يقدر بثمن، فكانت جنازته مهيبة، فيها ودعه القاصى والداني من شتى بلدان مصر في مدافن قريته بمحافظة الفيوم، اما خبر وفاته فكانت بمثابة ارتجافة حزن موجعة اهتزت بها صالة تحرير اليوم السابع، بكاء يتفجر من الزملاء وحزن يتقطر من الأثاث والأجهزة أجواء موشحة بالسواد حدادا على صانع البهجة، لم يكن علام مجرد صحافي يؤدي عمله كموظف، بل كان مهوسا بمهنيته، وانحيازه نحو البسطاء، كان مقدر لعلام أن يدير خلية نحل من محرري المحافظات على مستوى الجمهورية فكان رئيسا لقسم كبير تختلف فيه المواهب ولكنه استطاع ان يحتضنهم بلسانه العذب ووجهه البشوش وكلماته الرقيقة، رحل ولم يحالفه القدير أن يجنى ثمار مشروع حياه كريمة الذى ظل مؤمن بأن يقطف زهوره اليانعة ويظلل على كل محتاج وفقير في أهل مصر
إن رحيل علام وهو في منتصف الثلاثينات من عمره يترك لنا في النفوس أثر أن الصحفى صانع البهجة يموت مبكرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة