مع الدقائق الأولى من الفيلم الوثائقي "شابيلا" والذي قدمته قناة القاهرة الإخبارية، تدرك أن قمة المناخ التي استضافتها مصر لم تكن أبدا رفاهية بل ضرورة ملحة، هذا العالم الذي نستهلك موارده ونعرضه للهلاك في غفلة النعم، تدفع الصومال فاتورته، واقع ممزق ما بين الجفاف والإرهاب، يروح ضحيته المواطن الصومالي البسيط الذي جفت مياه نهره ونفقت مواشيه، ليجد نفسه مضطر للنزوح والعيش في العراء، مآسى يعشيها أهل الصومال يدفعون فاتورة اهمال العالم أجمع في التهاون بحق الطبيعة وقضايا المناخ ربما نسمع ونقرأ ونسمع ونقرأ ولكن عندما نشاهد بأعيننا تضح فداحة الأمر وصعوبته وهو أساسيات العمل الإعلامي والوثائقي التي قدمها الدكتور والإعلامي محمد سعيد محفوظ بحرفية شديدة في رحلة محفوفة بالمخاطر لا لشئ سوى للوقوف على الحقيقة واظهارها للعالم في شريط سينمائي مترجم يخاطب العالم كله.
نجح الدكتور محمد سعيد محفوظ في رصد الواقع بكل أطرافه بمناقشة المواطنين والمسئولين لجمع كافة المعلومات والوقوف علي حقيقة الواقع الذي يعيش فيه مواطني الصومال مرسخا الأسس الإعلامية للعمل الصحفي الوثائقي حيث زار معسكرا للنازحين داخل العاصمة الصومالية، ليقابل منيرة آدم على، إحدى النازحات الصوماليات والتي قالت، "نعانى من حياة صعبة، وحالتنا صعبة للغاية، ولا يوجد مياه ولا يوجد أموال".
فيلم شابيلا
وأضافت منيرة آدم على، خلال الفيلم الوثائقى "شابيلا" المذاع على قناة القاهرة الإخبارية: الناس الذى يسكنون هذا حالتهم صعبة للغاية، والحكومة أيضا حالتها صعبة، فهم لا يستطيعون الدخول لمعسكرات النازحين، والمسكين يراه الله فقط".
فيما كشف حسن حسين عبدالقادر، أحد الصوماليين، أنه كان يعمل في الزراعة ويزرع السمسم والحبوب، وكان يكافح من أجل لقمة العيش وظلت الحياة على هذه الوتيرة إلى أن قل مستوى المياه بسبب الجفاف وظهرت الحاجة لمواتير المياه ولكن هذا صعب على الفقراء.
وأضاف «عبد القادر»، أنه بسبب ذلك اتجه لجمع الحطب لتأمين قوت يومه، ولكن الأمور تعقدت حتى اضطر للعمل شيالا لإطعام أولاده واستمرت الأحوال بالتدهور حتى اضطروا لمغادرة مكانهم والسير على الرمال دون أحذية لفترة، مشيرا إلى أنهم يقيمون بمخيم القبور منذ شهرين ولهذا يناشد الطيبين بمساعدتهم بالقوت.
واستعرض الدكتور محمد سعيد محفوظ، حجم المدن التى نزح لها النازحين الصوماليين بسبب أزمة الجفاف التي تضرب الصومال، وقال على حلنى صحفى صومالى، إن هذه الأراضى كانت خالية، وهناك أناس ذهبوا لها وسكنوا هنا، حيث لجئوا للمدينة هربا من الجفاف ومن ضيق المعيشة الذى حدث في الريف ونصبوا خيامهم المتهالكة في تلك الأراضى وانخرطوا في الحياة العامة.
فيلم شابيلا
وأضاف الصحفى الصومالى، خلال فيلم شابيلا، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن النازحين تحولوا من حياة الخيم لحياة الصفيح فهذا هو حلم النازحين الذين يهربون من الجوع والجفاف، ومن جانبها قالت مدير مركز ميرال للدراسات بالصومال، خلال فيلم شابيلا، أن الناس ينزحون بسبب الجفاف والحكم الجائر ويتجهون للعاصمة، وكل ما كان هناك أراضى محررة من الحركات الإرهابية يتجه الصوماليين إليها.
بينما قال الدكتور حسن شيخ على نور أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مقديشو، إن حركة شباب المجاهدين، كانت حركة ايدلوجية فى بداية الأمر يتحدثون عن الشريعة الإسلامية وسنة الرسول، وبطبيعة الشعب الصومالى المتدين رحبوا بالحركة فى بداية الأمر، لكنهم استخدموا الإسلام ستارا للإرهاب، حيث اكتشف الشعب الصومالى أن تلك الحركة تستخدم الدين كغطاء سياسى وأيدولوجى ولهم اجندات تمتد من الصومال إلى الخارج، وأن هناك حركات خارجية تمدهم بالمال والسلاح والفكر وأدوات القتل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة