أدب من قلب المعاناة.. كيف تأثر وليام فوكنر بالحرب العالمية الأولى فى أعماله؟

الأحد، 25 سبتمبر 2022 12:00 م
أدب من قلب المعاناة.. كيف تأثر وليام فوكنر بالحرب العالمية الأولى فى أعماله؟ وليام فوكنر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ 125 على ميلاد الأديب الأمريكى وليام فوكنر، إذ ولد فى 25 سبتمبر 1897، وهو هو كاتب أمريكى حائز على جائزة نوبل، من مدينة أوكسفورد بولاية ميسيسيبي. كتب فوكنر رواياتٍ وقصصًا قصيرة ونصوصًا سينمائية والشعر ومقالات ومسرحية. يُعرف بالدرجة الأولى لرواياته وقصصه القصيرة التى كان مسرحها مقاطعة يوكنا باتاوفا الخيالية، المستنِدة إلى مقاطعة لافاييت بولاية ميسيسيبى حيث أمضى معظم حياته.

فوكنر واحد من أشهر الكتّاب فى الأدب الأمريكى عمومًا والأدب الجنوبى على وجه التحديد. برغم أن أعماله كانت قد نُشِرت منذ عام 1919 وغالبًا خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وصلت شهرة فوكنر إلى ذروتها عند نشر مؤلف مالكولم كاولى فوكنر المحمول وفوزه بجائزة نوبل فى الأدب عام 1949، ما جعله مسيسيبى المولد الوحيد الحائز على جائزة نوبل.

وخلال ثلاثة عقود ونيّف من العمل نشر تسع عشرة رواية، وأكثر من ثمانين قصة، وديوانين من الشعر، وعدداً كبيراً من المقالات. حاول فوكنر بعد الحرب العالمية الأولى الدراسة فى جامعة مسيسيبى إلا أن إقامته فيها لم تطل، وعلَّمَ نَفسه الفرنسية ليقرأ الشعراء الفرنسيين بودلير وفيرلين ومالارميه. تزوج عام 1929 إستيل أولدم حب شبابه، وكان منتصف الخمسينيات أسعد فترة فى حياته قضاها كاتباً مقيماً فى جامعة فرجينيا بالقرب من ابنته وأحفاده. تمثّل مقاطعة يوكناباتوفا مسرح الأحداث الأساسى فى أعمال فوكنر، وهى منطقة متخيّلة لكنها ترتبط بقوة بالأماكن التى عاش فيها والأشخاص الذين عرفهم.

وكانت عائلة فوكنر قد تركت أثراً مهمّاً فى تاريخ ولاية مسيسيبي، فأحد أجداده (وهو النموذج الذى صاغ على غراره شخصية جون سارتوريس فى عدد من رواياته) كان محامياً وجندياً ورساماً وبانياً للسكك الحديدية وشاعراً وروائياً. وقد ترعرع فوكنر محاطاً بعائلة مأخوذة بالتقاليد، والقصص المحلية، والحكمة الشعبية، والفكاهة الريفية، والروايات البطولية والمأساوية عن الحرب الأهلية الأمريكية.

وجاءت حياته وأعماله نوعاً من الشهادة على التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة التى طرأت على الجنوب الأمريكي. كان فوكنر الشاب قارئاً نهماً، وقد أبدى منذ مراهقته شغفاً بالكتابة والتزاماً بحياة الكاتب، حيث كان يخطّ بيده كتباً مزينة برسوم توضيحية يوزّعها على أصدقائه، ومن بينها دواوين شعر ومسرحية واحدة على الأقل، وقصص وحكايات للأطفال. ولم تقتصر سنوات فوكنر الأولى على الريف الجنوبى الذى صاغه فى النهاية على هيئة يوكناباتوفا.

فقد تلقى تدريباً فى تورنتو كطيار مقاتل فى سلاح الجو الملكى الكندى فى الحرب العالمية الأولى، واستوعب التأثيرات الحداثية التى كانت تغيّر وجه الفن والأدب فى القرن العشرين، ففى أواسط العشرينيات، عاش بين الكتّاب والفنانين فى الحى الفرنسى فى مدينة نيوأورليانز بولاية لويزيانا، وحظيت كتابته القصصية هناك بالتشجيع، خاصةً من قبل الكاتب شروود أندرسن الذى شكّل عمله «واينسبرغ، أوهايو» عماد الحداثة الأمريكية.

وكان فوكنر قد جاء إلى نيوأورليانز بعد أن أصدر ديواناً بعنوان "الفاون" أو "إلـه المـراعى المرمريّ" عـام (1924)، وهناك أتمّ روايـته الأولى "جعالة الجندي" عـام (1926)، وتدور حـول طيار يعود جريحاً ليموت فى وطنه. أما روايتـه الثانيـة "البعوض" عام (1927) فتحكى عن حياةٍ بوهيمية كان فوكنر قد رصدها فى نيوأورليانز.

وبعد سَفَرٍ إلى الخارج عاد فوكـنر، إلى أكسفورد، بنصيحة من أندرسن، ليبدأ عقداً لافتاً من الكتابة. وكانت روايته "سارتوريس" عام (1928) أول اكتشاف كبير لمقاطعة يوكناباتوفا التى ظلّ يطوّرها قصصياً فى الأربعة والعشرين عاماً اللاحقة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة