أعرب المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر عقب محادثات في موسكو، عن ثقته في أن روسيا تسعى جاهدة إلى "حل تفاوضي" في حربها ضد أوكرانيا.
وقال شرودر في مقابلة مع مجلة "شتيرن" ومحطة "إر.تي.إل" الألمانيتين، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين الطرفين المتحاربين بشأن صادرات الحبوب من أوكرانيا يعد "نجاحا أوليا"، ربما يمكن "توسيعه ببطء إلى وقف لإطلاق النار".
وذكر شرودر أنه التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، وقال "النبأ السار هو أن الكرملين يريد حلا تفاوضيا".
وحول تقلص واردات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، ألقى شرودر باللوم على شركة "سيمنز إنرجي" الألمانية للطاقة في غياب توربين خط أنابيب "نورد ستريم 1"، حيث قال شرودر في نفس المقابلة إن التوربينات الضرورية لعمليات ضخ الغاز في خط الأنابيب تأتي من الشركة ويجب صيانتها على نحو دوري، مشيرا إلى أن الشركة "جلبت التوربين المثير للجدل من الصيانة في كندا إلى مدينة مولهايم الألمانية، وقال "لا أفهم سبب وجوده هناك وليس في روسيا". ووفقا لشرودر، فإن خفض واردات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم 1" إلى 20% يرجع إلى أسباب تقنية.
من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين التقى المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر في موسكو وناقش معه المسائل المتعلقة بأمن الطاقة.
وأضاف بيسكوف: طبعا المستشار الأسبق، كما وجميع الذين يفكرون ويفهمون في أوروبا، قلق للغاية بشأن الوضع الحقيقي للأمور ويخشى من أزمة الطاقة المندلعة في أوروبا.
وأشار إلى أن شرودر أعرب عن قلقه من عدم وجود آفاق مشرقة على الإطلاق في قطاع الطاقة وطلب من بوتين شرح رؤية الجانب الروسي للوضع، وخاصة بعد انخفاض كميات الغاز الذي يضخ عبر السيل الشمالي من 167 مليون متر مكعب يوميا إلى حوالي 30 مليونا.
وقام الرئيس بوتين بتقديم شرح شامل ومفصل للمستشار السابق، ونوه بأن السبب في ذلك كان الوضع المتعلق بالتوربينات. تم إصلاح أحدها في كندا ومن ثم نقله إلى ألمانيا.
وتابع بيسكوف: لكن لا توجد أوراق كافية، وشرح الرئيس بوتين عن أية أوراق يجري الحديث. والموضوع وما فيه أن الجانب الألماني، وبالتحديد شركة سيمنس، نفذت هذا المشروع بأكمله وفقا للقانون البريطاني وتحت الاختصاص البريطاني، وحتى الصيانة بموجب العقود الحالية تم تنفيذها ليس من قبل المكتب المركزي للشركة الألمانية بل من شركة بريطانية تابعة لشركة سيمنس.
وشدد على أن جازبروم بصفتها مالكة التوربينات والمورد للغاز، يجب أن تستلم وثائق تفيد بأن هذه التوربينات ليست خاضعة للعقوبات، وكذلك أوراق عن الحالة الفنية. حتى الآن لم يتم استلام مثل هذه الوثائق.
وأكد بيسكوف على أن شرودر بالذات سأل عما إذا كان من الممكن، من الناحية الافتراضية، تشغيل خط "السيل الشمالي-2" في حالة الأزمة. ولم يكن الرئيس بوتين المبادر إلى فتح هذا الموضوع ولم يقترح تشغيله، بل فقط قال إن ذلك ممكن من الناحية التكنولوجية. لقد تم تنفيذ عمل كبير جدا وهذا المشروع عبارة عن آلية معقدة وهو جاهز للاستخدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة