تكفى زيارة سريعة لأى من متاحف مصر كى تعرف أن التاريخ المصرى عظيم وحافل بالأحداث، كما أنه حافل بالجمال أيضا، قمت مؤخرا بزيارة إلى المتحف القبطى، وكانت زيارة جميلة ومبهجة ومفيدة أيضا.
بدأت الرحلة من حصن بابليون بتاريخه الممتد إلى عصر الفرس، وقفت أمام ما تبقى منه وفكرت فى كم الأحداث التى مرت من هنا، كيف شهدت هذه الحجارة حروبا وانتصارات وهزائم، وكيف رأت حضارت تنهض ثم تنحسر، ودخلت بعدها إلى المتحف القبطى بجمال مبناه الإسلامي، ومشربياته العثمانية، وبهدوئه الذى يشبه قلايات القساوسة.
فى الدور الأول من المتحف سوف يأخذك التاريخ المتمثل فى الحجر والخشب وتفكر فى قدرتهما على البقاء حتى الآن بعد مرور مئات السنين وآلافها، لكن فى الدور الثانى سوف يأخذك الجمال، جمال الألوان والأيقونات، ستعيش فى الزمان القديم، حيث المسيح والسيدة مريم فى رحلتهم إلى مصر، وحيث الأنسجة الدالة على بساطة الحياة فى الفترة الزمنية، وفى الوقت نفسه الاحتفاء بجمال الخيط وجمال اللون الذى يتحدى الزمن ويواصل رحلته البديعة.
يقدم المتحف تاريخا مهما يقول لك بأن مرقس باشا سميكة الذى طالب بإقامة المتحف فى سنة 1893 كان لديه كل الحق فى إصراراه حتى تم الافتتاح فى سنة 1910، لم أتوقع أن هذه المرحلة من تاريخ مصر حافلة بكل هذا الكم الذى حتما يتعدى الـ 15 ألف قطعة.
فى المتحف مخطوطات بديعة منها مخطوط لمصحف شريف دال على أن مصر جسدا واحدا وروحا واحدة، وأن تاريخها يتكامل لا يتنافر ولا يتضاد أبدا.
أتمنى أن تنظم المدارس والجامعات زيارات للمتحف القبطى وأرجو من الأسر المصرية أن يذهبوا بأبنائهم كى يعرفوا تاريخهم العظيم، والمتحف ليس بعيدا إنه أمام محطة مار جرجس فى مترو الأنفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة