أغنيات وليدة الصدفة.. كمال الطويل هزر مع مأمون الشناوى فأبدعا "ليه خلتنى أحبك".. واتغدى مع عبد المنعم السباعي فكانت "أنا والعذاب وهواك".. و"أنا وأنت لوحدنا" وقعت من جيب والد سماح أنور فأصبحت أشهر أغاني فريد

الأحد، 15 مايو 2022 07:00 م
أغنيات وليدة الصدفة.. كمال الطويل هزر مع مأمون الشناوى فأبدعا "ليه خلتنى أحبك".. واتغدى مع عبد المنعم السباعي فكانت "أنا والعذاب وهواك".. و"أنا وأنت لوحدنا" وقعت من جيب والد سماح أنور فأصبحت أشهر أغاني فريد كمال الطويل وفريد الأطرش
زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثير من الأعمال الموسيقية والأغانى التى ارتبط بها وحفظها الملايين وحققت نجاحا كبيرا على مر الأجيال، وكتبت الشهرة والخلود لأصحابها ولدت عن طريق الصدفة، أو لم يكن مخططا لها، وكان لكل منها حكاية طريفة قد لا يعرفها الملايين ممن عشقوا هذه الأغانى.


ليه خلتنى أحبك؟

من بين أجمل هذه الأغانى إحدى أشهر أغنيات قيثارة الغناء الفنانة الكبيرة ليلى مراد، وهى أغنية «ليه خلتنى أحبك»٫ والتى ولدت صدفة خلال حوار فكاهى بين الموسيقار الكبير كمال الطويل، والشاعر الكبير مأمون الشناوى.
 
ففى منزل الموسيقار كمال الطويل، اجتمع مع عدد من الأصدقاء وبينهم الشاعر مأمون الشناوى، وأراد الشناوى أن ينصرف مبكرا متعللا بارتباطه بموعد آخر، ولكن صديقه كمال تشبث به وحاول منعه من الانصراف، ودار بينهما حوار ودى فكاهى، حيث قال الطويل لصديقه: «انت يا أخى تقلان ليه؟ اكمنى بحبك يعنى»
 
فقال الشناوى ضاحكا: «هو أنا ذنبى إنك تحبنى يا أخى»
 
فرد كمال الطويل: «طبعا ذنبك ، انت أصلا تتحب يا مأمون، ليه خلتنى أحبك يا أخى».
 
وإلى هذا الحد كان الحوار يدور فى إطار الدعابة والهزار، ولكن التفت الشاعر الكبير مأمون الشناوى، وقال لصاحبه: «والله ده ينفع مطلع أغنية.. ليه خلتنى أحبك».
 
وتهلل كمال الطويل، وأبدى إستعداده لتلحين الأغنية إذا استكمل صديقه كتابتها، وبالفعل استكمل مأمون الشناوى تأليف كلمات الأغنية لتقول: «ليه خلتنى أحبك، لا تلومنى ولا أعاتبك، فين تهرب من ذنبك، روح منك لله»، ولحنها صديقه وشدت بها الفنانة الكبيرة ليلى مراد، لتعيش هذه الأغنية على مر الأجيال.

على قد الشوق

ومن أجمل أغانى العندليب الأسمر عبدالحليم، حافظ أغنية «على قد الشوق» التى غناها فى بداياته، ورغم ذلك عاشت هذه الأغنية على مر الأجيال، وقد لا يعرف عشاق العندليب وأغانيه ومحبو أغنية «على قد الشوق» أن هذه الأغنية ولدت صدفة نتيجة تجربة شخصية ولها قصة حكاها العندليب فى حوار نادر.
 
وقال العندليب الأسمر، إن أروع الأغانى التى تولد بسبب الحب ولكن تصل الأغنية إلى ذروة جمالها حين تولد بسبب حب فاشل، وهذا ما حدث مع أغنية على قد الشوق.
 
وأوضح عبدالحليم حافظ، أن أغنية على قد الشوق، ولدت بسبب حب فاشل لصديقه كمال الطويل لإحدى جميلات الإسكندرية.
 
وأشار العندليب إلى أن كمال الطويل التقى بفتاة جميلة فى الإسكندرية وأخذ يحدثه عن جمال هذه الفتاة، وهما يجلسان ساعات طويلة على شاطئ الإسكندرية، وبعد ذلك أصابته حالة من الحزن والشرود وانعكست هذه الحالة على الألحان والموسيقى التى وضعها كمال الطويل خلال هذه الفترة.
 
واستكمل «حليم» قصة هذا اللحن مشيرا إلى أنه أثناء جلوسه مع صديقه على الشاطئ، كان الطويل يدندن لحنا حزينا وفجأة مرت أمامه الفتاة التى يحبها، فاهتز وتعلقت عيناه بها، بينما لم تهتم الفتاة ومرت دون أن تلتفت له، فأخذ كمال الطويل يدندن: «على قد الشوق اللى فى عيونى يا جميل سلم».
 
وأضاف العندليب أن الجميل لم يلتفت لكمال الطويل الذى حزن بشدة حتى أن الدموع سقطت من عينيه، وفى اليوم التالى قال له «حليم» إن هذه الجملة واللحن تصلح مطللعا لأغنية جميلة، وأشار عليه أن يعطى هذا المطلع للشاعر محمد على أحمد، ليستكمل الغنوة، ووعده الطويل أن يستكمل اللحن.
 
ولكن مرت أيام وشهور وكمال الطويل لم يستكمل هذا اللحن حتى حل الصيف التالى، وفى الاسكندرية تذكر «حليم» اللحن، وذكر به صديقه الذى وعده أن يستكمله بعد أن يعود للقاهرة، ومر عامان وحليم يتحرج أن يلح على صديقه حتى لا يذكره بحبه الضائع.
 
وأضاف حليم أنه وصديقه اجتمعا فى منزل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتحدثا فى الفن والإلهام والصدف التى تخلق أغانى، وتذكر كمال الطويل اللحن، وأخذ يدندن حتى استكمله على العود وأعجب جميع الحاضرين، وغنى حليم الأغنية فكانت من أنجح أغانيه.

أنا والعذاب وهواك

ومن بين أشهر الأغانى التى ولدت صدفة أغنية «أنا والعذاب وهواك» التى غناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأصبحت واحدة من أجمل أغانيه، وولدت هذه الأغنية عندما كان الأديب والشاعر عبدالمنعم السباعى، يقضى أجازته الإسبوعية فى الاسكندرية ، وهناك التقى بالموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى دعاه لتناول الغداء معه فى بيته بشاطئ جليم.
 
ولم يكن محمد عبدالوهاب يعرف وقتها أن السباعى يكتب أغانى، ولكن أثناء تناول الغداء أذاع الراديو أغنية «ياللى الهوا خالك» التى غناها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وذكر مذيع الراديو أن الأغنية من كلمات عبدالمنعم السباعى، وألحان محمد الموجى، وهنا اندهش عبدالوهاب، وقال لصديقه: «معقولة انت بتألف أغانى؟»
 
وهنا أجاب السباعى بخجل: «أحيانا»، وتوقف عبدالوهاب عن تناول الغداء وأخذ يستمع إلى الأغنية باهتمام كبير، وقال للسباعى: «طيب يا أخى معندكش حاجة من النوع ده علشانى؟»
 
وكان السباعى وقتها يضع فى جيبه مطلع أغنية كتبها لتوه، ولم يكملها وكان هذا المطلع هو: «أنا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا، أخرتها ايه وياك ياللى انت ناسينا».
 
وعنما قرأ عبدالوهاب هذا المطلع أعجبه بشدة وطلب من عبدالمنعم السباعى استكمال الأغنية، وغادر السباعى عائدا للقاهرة وهو يظن أن صديقه عبدالوهاب كان يجامله، حتى اتصل به موسيقار الأجيال مرتين يسأله عن الأغنية، فأيقن الشاعر أن صديقه يريد الأغنية ومعجب بها بالفعل، فاستكمل تأليفها واتصل به وأملاه الكلمات فلحنها عبدالوهاب، وعنما سمع السباعى اللحن بعد أن أذاعته الإذاعة شعر بحالة من الإعجاب والذهول وصلت إى حد أنه قام من مكانه وطبع قبلة على جهاز الراديو.

أنا وأنت لوحدنا

ومن بين أشهر أغانى الموسيقار الكبير فريد الأطرش أغنية «أنا وانت لوحدنا» ، والتى ولدت فى بيته بالصدفة وأثناء استعداده للسفر إلى أوروبا فى رحلة علاجية، وذلك عندما زاره الكاتب أنور عبدالله والد الفنانة سماح أنور، وأخرج من جيبه منديلا، فسقطت من جيبه ورقة دون أن يقصد على الأرض، ولمح فؤاد الأطرش شقيق فريد هذه الورقة، فظن أنها سقطت من شقيقه، خاصة وأنه وجد فيها كلمات أغنية.
 
وأعطى فؤاد لشقيقه فريد الورقة وقال له: «الظاهر فى أغنية وقعت من جيبك»، وأمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأ بصوت مرتفع: أنا وانت لوحدنا حسدونا فى حبنا، وباريتهم زينا» فسأله الكاتب أنور عبدالله: عجبتك الغنوة ؟»، فقال فريد «حلوة وممكن تنفع».
 
وسافر فريد الأطرش إلى فرنسا وهو يحمل معه أغانى فيلمه «عهد الهوى»، ليقوم بتلحينها حتى يعود إلى مصر ليستأنف تصوير الفيلم، وهناك بحث عن أغان الفيلم فى حقائبه فلم يجدها، ولكنه وجد مظروفا آخر يحتوى على أغان ليست لها علاقة بالفيلم، ومد يده ليسحب إحداها، فكانت الأغنية التى كتبها صديقه أنور، وأخذ عوده وبدأ يدندن، حتى استكمل تلحين الأغنية، وعندما عاد إلى مصر ضم هذه الأغنية إلى أغانى فيلمه الجديد، لتحقق نجاحا كبيرا، وتكون الصدفة بداية لواحدة من أجمل وأشهر أغانى فريد الأطرش.
 
p

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة