إن لله تعالى فى أيامه نفحات، فما أحوجنا إلى نفحات شهر رمضان المُعظم في أيامنا هذا، فهنيئا لمن يسعى إلى التقرب إلى الله في هذه الأيام المباركة والظفر بخيرات وفضل هذا الشهر الكريم، خاصة أن من أعظم الفروض إلى الله هو صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصَّه من بين سائر العبادات بأنَّه له سبحانه، فقد قال رسولنا الكريم، «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، وفال الله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
وقد فضَّله الله جل شأنه أيضا على سائر أشهر السنة بنزول القرآن الكريم فيه على نبينا المصطفى- فقد قال الله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»، غير أن الله جل شأنه ميز هذا الشهر المعظم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ».
وعن فضل شهر رمضان المعظم، ذكر شيخ الأزهر وإمام المسلمين فضيلة الدكتور أحمد الطيب حيث أكد أن الصوم من العبادات التي لها أثر عظيم في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعوِّد الإنسان على الصبر وتحمل المشاقِّ ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوع وطاعة وحرمان من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصار على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلاً أن الله سجل فضَّله في القرآن الكريم؛ ليظل يُتلى على مر الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم".
وختاما، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"، وقد أجمع العلماء والفقهاء على أنه شهر العتق من النار والغفران من الذنوب، وشهر تُفتح فيه أبواب الجنات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُجاب فيه الدعوات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُغفر فيه السيئات، فاللهم ارزقنا فضله وخيره، وإلى لقاء أخر فى حلقة أخرى من نفحات ربانية في شهر القرآن..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة