بدأت أعمال ترجمة ألف ليلة وليلة إلى اللغات الأجنبية في القرن الثامن عشر وقد ترجمت لأول مرة إلى لغة أوروبية بالفرنسية تحت عنوان "ألف ليلة وليلة، حكايات عربية تُرجِمت إلى الفرنسية" على يد المستشرق الفرنسى أنطوان جالان ثم صدرت بعد ذلك الترجمة الإنجليزية وعرف الكتاب باسم "الليالي العربية" في اللغة الإنجليزية، منذ أن صدرت النسخة الإنجليزية الأولى منه سنة 1706.
ووفقا لكتاب الإنجليزى جون باين "علاء الدين والمصباح السحرى" هناك بعض القصص المشهورة التي تحتويها ألف ليلة وليلة، مثل "علاء الدين والمصباح السحري"، و"علي بابا والأربعون لصاً"، و"رحلات السندباد البحري السبع"، غير موجودة في ألف ليلة وليلة الموجودة في الإصدارات العربية، ولكنها أضيفت من قبل المستشرق الفرنسي أنطوان جالان ومترجمين أوروبيين آخرين.
وعلى الرغم من أن هناك إشارات على أن بداية دخول حكايات "ألف ليلة وليلة" إلى الأدب الأوروبي كانت في منتصف القرن الرابع عشر، إلا أن أول ترجمة كاملة لحكايات "ألف ليلة وليلة" ظهرت باللغة الفرنسية سنة 1704، بترجمة المستشرق أنطوان جالان.
وقد صدرت هذه الترجمة في اثني عشر مجلداً، ولكن هذه الترجمة رغم تكاملها النسبي عانت الكثير من الحذف والبتر كما أن ترجمة جالان لم تكن مطابقة للنصوص الأصلية بل كان فيها نوعاً من التصرف لتناسب اللغة الفرنسية، بما في ذلك القصائد الشعرية، ولقد كان لظهور هذه الترجمة دور في انتعاش الحياة الأدبية هناك، ثم ترجمت ألف ليلة وليلة إلى الإنجليزية والألمانية والدنماركية.
وحينما ترجِمت "ألف ليلة وليلة" إلى اللغة الإنجليزية انعكس تأثيرها على الأدب والشعر الإنجليزى، فتأثر بها عدد من الشعراء الإنجليز، منهم والتر سكوت، واللورد بايرون، وتوماس مور، وجون كيتس، ويبدو هذا واضحاً فى ديوان اللورد بايرون "حكايات شرقية" وهو ديوان شعر رومانسى، وكذلك عند توماس مور في روايته "لالا روخ"، أما في فن التصوير فقد برز هذا التأثير فى لوحات ديلاكروا ودي كامب وجيروم.
كذلك صدرت الترجمة الألمانية عن اللغة الفرنسية، والتي بدأت عام 1710 على يد تالاندر، ولكن الألمان أصدروا ترجمة من اللغة العربية في النصف الأول من القرن التاسع عشر وذلك عن النسخة العربية التي طبعت في كلكتا سنة 1814، وعن النسخة المصرية الصادرة عن طبعة بولاق في العشرينات من نفس القرن.
ومن ضمن مستشرقى ألمانيا الذين اهتموا بهذا العمل، المستشرق فردريش روكرت الذى قدم العديد من الدراسات التى تتناول هذا الموضوع مثل "مباهج وتأملات شرقية" و"سبعة كتب وأساطير وحكايات من الشرق"، وبرز تأثير "ألف ليلة وليلة" على الأدب الألماني، حيث أن لشتينبرج قد استعان بها فى إخراج شعره الرومانسي، وكذلك جوته الشاعر الألماني الكبير الذي كان مهتماً بالشرق وآدابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة