وصف الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى رمضان طفولته في كتاب أيامى الحلوة الذى صدر عام 2002 والذى جمع فيه مقالاته عن طفولته في الخمسينيات من القرن الماضى، وقد أورد في كتابه فصلين عن رمضان الأول بعنوان صايم رمضان والثانى بعنوان فاطر رمضان.
في فصل صايم رمضان يتذكر الشاعر الراحل المسجد الذى كان يلعب بجواره أيام الطفولة في قريته أبنود واسمه مسجد الشيخ العزب حيث يقول:" ما يهمنا أن مسجد الشيخ العزب كان قريبا من مكان لهونا الذى كنا ننتظر فيه أذان المغرب في رمضان".
ويضيف:"لم تكن الراديوهات قد عرفت قريتنا، لم تكن التليفزيونات تؤذن عند موعد كل صلاة، ولم تكن الميكروفونات تعرف طريقها للقرى، إذن كان أذان عم الشيخ رفاعي شديد الأهمية في ذلك الزمان ولأننا على صغرنا كنا نعرف مشكلته فكنا نتجمع عند نادى الحاج محمد على أبو طالب نمارس ألعابنا الصبيانية إلى أن يقترب وقت الأذان ويصعد الشيخ رفاعي إلى سطح المسجد المنخفض الذى لم يكن له مئذنة، كان السطح قريبا فمن يقف فوقه يقف معنا رغم ذلك كنا نقترب اقترابا شديدا لنسمع الصوت الشفوى للشيخ رفاعي بل نكاد نضع آذاننا على الجدران، كنا نعرف أنه يؤذن من وضع يديه على أذنيه وحركة شفاهه".
ويبدأ فصل فاطر رمضان بالأغنية المعروفة "يا فاطر رمضان يا خاسر دينك كلبتنا السودة تلحس مصارينك" مضيفا:" هذها هو نسيد رمضان القومى الذى كنا نطلقه في جماعية حارة وإنشاد مشتعل حين نرى ظل إنسان أفطر بعضا من الشهر".
ويتناول رش أهل حى الصهريج العتيق في قنا كميات رهيبة من الماء لمواجهة الحر في شهر رمضان كما يسرد عاداتهم في الفترة التى تسبق موعد الإفطار بدءا من الظهر حيث يرشون الماء ويجلسون على الحصر المبتلة بملابسهم المبتلة ويقطعون خضروات السلطة كالخيار والخس والجرجير والبقدونس والكزبرة، مضيفا أنهم إنما كانوا يفعلون ذلك على مهل لقطع الوقت أوصرفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة