دينا عبد العليم

رسائل الاختيار «3».. الإخوان يرهبون المصريين

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 09:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتذكر ذلك اليوم جيدا، كان فى بداية عام 2013، وكنا نجلس مع صديق قديم نعرفه لسنوات وبيننا العيش والملح والعشرة الطيبة، التى لم تلوث حتى هذا اليوم، فبعد أن أنهينا حديثا ملتهبا حول المعزول مرسى وسياساته التى تدفع مصرنا للهاوية، ودفاع زميلى المستميت عن جماعة الإخوان وقاداتها، وأنا لم أتصور يوما أننى سأفقده بسبب خلاف سياسى، معتبرة أنها حرية شخصية ولكل الحق فيما يؤيد وما يعارض طالما غابت الخيانة، انتفض الزميل وبدأ يخبط بيديه على الطاولة قائلا «والله بكرة لتلبسى الحجاب بالجزمة»، وأعتذر لك عزيزى القارئ بالطبع عن اللفظ لكن هذا نص كلامه وأتذكره جيدا، انتابتنى الصدمة وتساءلت فى دهشة: وماذا إن لم أفعل؟، فرد دون أن ينطق كلمة مستخدما لغة الإشارة، حيث رفع كفه إلى رقبته، مشيرا إلىّ بعلامة الذبح.
 
لم أشعر بالراحة تجاه الإخوان يوما ولم أؤيد مرسى، فى حقيقة الأمر لم أكن أعرفهم، ولم أكن أعرف أيضا أن هذا الزميل «إخوانى وعضو رسمى فى التنظيم»، أى أنه إخوانى قديم، كيف لا أعرف وهو عشرة سنوات، وعرفت أيضا أنهم كثيرون لكنهم لم يمتلكوا الشجاعة يوما للإفصاح عن ذلك حتى إن تمكنوا.
 
وقتها وفى نفس اللحظة كرهتهم وأيقنت أنهم على باطل، وهم يدركون ذلك تماما، فمن امتلأ قلبه بالحق يعلنه ولا يخشى فيه لومة لائم، أما من يعلم يقينا أن الباطل يتملكه ينكر هذا الباطل، وهذا ما كان يفعله الإخوان قبل وصولهم للحكم، كذلك أيقنت أن قلوبهم مليئة بالنفاق، فهم من قال عنهم نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام «إذا أؤتمن خان، وإذا خاصم فجر».
 
الأكيد أن ما تعرضت له ليس الموقف الوحيد، وأن تهديد من كان زميلا لى ليس التهديد والترهيب الوحيد الذى استخدمه إخوانه ضد غيرى من المصريين، لذلك كان الاختيار ضرورة، وكان القرار واجبا من رجل امتلأ قلبه بالحق، فأعلن بقوة عنه فى وجه الإرهاب، مؤمنا أنه من حقى أنا وغيرى أن نعيش آمنين دون تهديد، ومن حق مصر أن تبقى قوية كما عرفناها فى كتب التاريخ.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة