تحل اليوم ذكرى ميلاد أحمد عرابى زعيم الثورة العرابية التى قامت في مصر ضد الخديوى توفيق عام 1881 والتى قال خلالها قوله الشهير: لقد خلقنا الله أحرار ولا نستعبد ولا نورث بعد اليوم ردا على الخديوى توفيق والى مصر في ذلك، وقد تبع ذلك نفى أحمد عرابى إلى جزيرة سيلان، التى ظل فيها حتى عودته إلى مصر بعد سنوات، لكن على الرغم من ذلك فلم يحب بعض الزعماء أحمد عرابى وهاجموه بشده ومنهم مصطفى كامل.
ويعتبر مصطفى كامل، أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المصرية، ومؤسس الحزب الوطنى، وأحد الذين عاصروا الاحتلال الإنجليزى لمصر، فى عهد الخديوى توفيق، عام 1882، وكان له موقفه الواضح من الدفاع عن توفيق، وذهب إلى تحميل الزعيم أحمد عرابى مسئولية وقوع الاحتلال الإنجليزى، إذ رأى أن الثورة العرابية تسببت في دخول الإنجليز مصر، وهو ما يتفق مع رؤية الخديوى عباس حلمى الثانى والذى وصف "أحمد عرابى بالطامع فى السلطة"، فى مذكراته "عهدى".
وقد أثرت أفكار مصطفى كامل في المؤرخ عبد الرحمن الرافعى حين تناول الثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابى، ووقائع محاكمته ونفيه إلى الخارج، لدرج أن البعض يرى أن عبد الرحمن الرافعى تحامل على الزعيم أحمد عرابى.
فى كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى" تحدث الرافعى عن الزعيم أحمد عرابى وحياته وعلق ببعض الأوصاف عن فكره وعسكريته، فقال: "كان ذكاؤه محدودًا، وكان على جانب كبير من الغرور، والاعتداد بالنفس، وكان يعول كثيرًا على أقوال المنجمين والعرافين، وهذه جوانب صعف كبيرة فى شخصيته"، على حد تعبيره.
وكتب الرافعى: "تولى عرابى مهمة سياسية خطيرة، لأن قيادة الثورة هى عمل سياسى قبل شىء، على حين لم يكن له من الاستعداد السياسى ما يجعله أهلا لقيادته والسير بها إلى النجاح، وكل ما ميزه هو لسان زلق، وصوت جهورى، وكونه خطيبا لبقا فصيحا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة