بجانب السياسة فى العصور العباسية كان هناك الشعر والأدب ومن رواة الشعر المشهورين حماد الراوية، الذى جمع المعلقات السبع، وتوفى فى سنة 155 هجرية، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "حماد الراوية":
وهو: ابن أبي ليلى، ميسرة - ويقال: سابور - بن المبارك بن عبيد، الديلمى الكوفى، مولى بكير بن زيد الخيل الطائى، كان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها وأشعارها ولغاتها، وهو الذي جمع السبع المعلقات الطوال، وإنما سمى: الرواية لكثرة روايته الشعر عن العرب، اختبره الوليد بن يزيد بن عبد الملك أمير المؤمنين في ذلك فأنشده تسعا وعشرين قصيدةً على حروف المعجم، كل قصيدة نحوا من مائة بيت، وزعم أنه لا يسمى شاعر من شعراء العرب إلا أنشد له ما لا يحفظه غيره. فأطلق له مائة ألف درهم.
وذكر أبو محمد الحريري في كتابه درة الغواص: أن هشام بن عبد الملك استدعاه من العراق من نائبه يوسف بن عمر، فلما دخل عليه إذا هو في دار قوراء مرخمة بالرخام والذهب وإذا عنده جاريتان حسنتان جدا، فاستنشده شيئا فأنشده، فقال له: سل حاجتك؟
فقال: كائنة ما كانت يا أمير المؤمنين؟
فقال: وما هي؟
فقال: تطلق لي إحدى هاتين الجاريتين.
فقال: هما وما عليهما لك.
وأخلاه فى بعض داره، وأطلق له مائة ألف درهم.
هذا ملخص الحكاية، والظاهر أن هذا الخليفة إنما هو الوليد بن يزيد فإنه ذكر أنه شرب معه الخمر، وهشام لم يكن يشرب، ولم يكن نائبه على العراق يوسف بن عمر، إنما كان نائبه خالد بن عبد الله القسري، وبعده يوسف بن عمر بن عبد العزيز.
كانت وفاة حماد في هذه السنة عن ستين سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة