قصة جعفر ابن الخليفة العباسى الذى مات مخنوقًا.. ما يقوله التراث الإسلامي

الإثنين، 07 مارس 2022 05:00 م
قصة جعفر ابن الخليفة العباسى الذى مات مخنوقًا.. ما يقوله التراث الإسلامي البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توالت السنوات وبعدما انتهى أبو جعفر المنصور من حروبه ضد أبناء عمه، بدأ يعيد ترتيب أوراقه الداخلية، كما وقعت له بعض الأحداث منها "موت ابنه جعفر"، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين ومائة":

فيها: عزل المنصور عن إمرة مصر يزيد بن حاتم وولاها محمد بن سعيد، وبعث إلى نائب إفريقية وكان قد بلغه أنه عصى وخالف، فلما جىء به أمر بضرب عنقه.

وعزل عن البصرة جابر بن زيد الكلابى وولاها يزيد بن منصور.

وفيها: قتلت الخوارج معن بن زائدة بسجستان.

وفيها توفي: عباد بن منصور، ويونس بن يزيد الأيلي.

ثم دخلت سنة ثلاث وخمسون ومائة

وفيها: غضب المنصور على كاتبه أبى أيوب الموريانى وسجنه وسجن أخاه خالدا وبنى أخيه الأربعة: سعيدا، ومسعودا، ومخلدا، ومحمدا، وطالبهم بالأموال الكثيرة.

وكان سبب ذلك ما ذكره ابن عساكر فى ترجمة أبى جعفر المنصور، وهو أنه كان فى زمن شبيبته قد ورد الموصل وهو فقير لا شيء له ولا معه شيء، فأجر نفسه من بعض الملاحين حتى اكتسب شيئا تزوج به امرأة، ثم جعل يعدها ويمنيها أنه من بيت سيصير الملك إليهم سريعا، فاتفق حبلها منه، ثم تطلبه بنو أمية فهرب عنها وتركها حاملا، ووضع عندها رقعة فيها نسبته، وأنه عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وأمرها إذا بلغها أمره أن تأتيه، وإذا ولدت غلاما أن تسميه: جعفرا.

فولدت غلاما فسمته: جعفرا، ونشأ الغلام فتعلم الكتابة وغوى العربية والأدب، وأتقن ذلك إتقانا جيدا، ثم آل الأمر إلى بنى العباس، فسألت عن السفاح فإذا هو ليس صاحبها، ثم قام المنصور وصار الولد إلى بغداد فاختلط بكّتاب الرسائل فأعجب به أيوب الموريانى صاحب ديوان الإنشاء للمنصور، وحظى عنده وقدمه على غيره فاتفق حضوره معه بين يدى الخليفة، فجعل الخليفة يلاحظه، ثم بعث يوما الخادم ليأتيه بكاتب فدخل ومعه الغلام فكتب بين يدى المنصور كتابا وجعل الخليفة ينظر إليه ويتأمله، ثم سأله عن اسمه فأخبره أنه جعفر، فقال: ابن من؟

فسكت الغلام، فقال: مالك لا تتكلم؟

فقال: يا أمير المؤمنين ! إن من خبرى كيت وكيت.

فتغير وجه الخليفة ثم سأله عن أمه فأخبره، وسأله عن أحوال بلد الموصل فجعل يخبره والغلام يتعجب.

ثم قام إليه الخليفة فاحتضنه، وقال: أنت ابني.

ثم بعثه بعقد ثمين ومال جزيل وكتاب إلى أمه يعلمها بحقيقة الأمر وحال الولد.

وخرج الغلام ومعه ذلك من باب سر الخليفة فأحرز ذلك ثم جاء إلى أبى أيوب فقال: ما بطأ بك عند الخليفة؟

فقال: إنه استكتبنى فى رسائل كثيرة.

ثم تقاولا، ثم فارقه الغلام مغضبا، ونهض من فوره فاستأجر إلى الموصل ليعلم أمه ويحملها وأهلها إلى بغداد، إلى أبيه الخليفة.

فسار مراحل، ثم سأل عنه أبو أيوب فقيل: سافر فظن أبو أيوب أنه أفشى شيئا من أسراره إلى الخليفة وفر منه، فبعث فى طلبه رسولا، وقال: حيث وجدته فرده علي.

فسار الرسول فى طلبه فوجده فى بعض المنازل فخنقه وألقاه فى بئر وأخذ ما كان معه فرجع إلى أبى أيوب.

فلما وقف أبو أيوب على الكتاب أسقط فى يده وندم على بعثه خلفه، وانتظر الخليفة عود ولده إليه واستبطأه وكشف عن خبره فإذا رسول أبى أيوب قد لحقه وقتله، فحينئذ استحضر أبا أيوب وألزمه بأموال عظيمة، ومازال فى العقوبة حتى أخذ جميع أمواله وحواصله ثم قتله وجعل يقول: هذا قتل حبيبي.

وكان المنصور كلما ذكر ولده حزن عليه حزنا شديدا.

 

وفيها: خرجت الخوارج من الصفرية وغيرهم ببلاد إفريقية، فاجتمع منهم ثلاثمائة ألف وخمسون ألفا، ما بين فارس وراجل، وعليهم أبو حاتم الأنماطي، وأبو عباد.

وانضم إليهم أبو قرة الصفرى فى أربعين ألفا، فقاتلوا نائب إفريقية فهزموا جيشه وقتلوه، وهو عمر بن عثمان بن أبى صفرة الذى كان نائب السند كما تقدم قتله هؤلاء الخوارج، رحمه الله.

وأكثرت الخوارج الفساد فى البلاد، وقتلوا الحريم والأولاد.

وفيها: ألزم المنصور الناس بلبس قلانس سود طوال جدا، حتى كانوا يستعينون عن رفعها من داخلها بالقصب، فقال أبو دلامة الشاعر فى ذلك:

وكنا نرجى من إمام زيادة * فزاد الإمام المرتجى فى القلانس

تراها على هام الرجال كأنها * دنان يهود جللت بالبرانس

وفيها: غزا الصائفة معيوف بن يحيى الحجوري، فأسر خلقا كثيرا من الروم بنيف على ستة آلاف أسير، وغنم أموالا جزيلةً.

وحج بالناس: المهدى بن المنصور، وهو ولى العهد الملقب: بالمهدي.

وكان على نيابة مكة والطائف محمد بن إبراهيم، وعلى المدينة الحسن بن زيد، وعلى الكوفة محمد بن سليمان، وعلى البصرة يزيد بن منصور، وعلى مصر محمد بن سعيد.

وذكر الواقدي: أن يزيد بن منصور كان ولاه المنصور فى هذه السنة اليمن، فالله أعلم.

وفيها توفى: أبان بن صمة، وأسامة بن زيد الليثي، وثور بن يزيد الحمصي، والحسن بن عمارة، وقطر بن خليفة، ومعمر، وهشام بن الغازي، والله أعلم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة