صانع الفرحة.. زفة وختمة ونقطة بربع جنيه.. عادات التنجيد البلدى فى المناسبات السعيدة منذ 45 سنة بالوادى الجديد.. عم جمال: مهنتنا لها أصول أهمها الأمانة وحفظ أسرار البيوت.. صور وفيديو

الثلاثاء، 01 مارس 2022 06:30 م
صانع الفرحة.. زفة وختمة ونقطة بربع جنيه.. عادات التنجيد البلدى فى المناسبات السعيدة منذ 45 سنة بالوادى الجديد.. عم جمال: مهنتنا لها أصول أهمها الأمانة وحفظ أسرار البيوت.. صور وفيديو
الوادى الجديد-ماهر البهنساوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مهنة أصيلة اقترنت بمظاهر الفرحة والبهجة بصورة دائمة كونها ترتبط بتجهيز مراتب العروسين، والتى كانت تصاحبها مجموعة من الفعاليات السعيدة التى ما زال البعض يحرص على إحيائها فيما يعرف بيوم التنجيد، وهى عادات أصيلة رسخت فى أذهان أهالى الواحات فى محافظة الوادى الجديد، وأهمها الزفة والختمة والنقطة الرمزية والتى كانت تصل إلى ربع جنيه أو نصف جنيه، وكانت أهم لقطة يحرص أهالى العروس على حضورها هى أول فتحة للمقص للبدء فى صناعة مراتب العروسين.

وكانت أعمال التنجيد تسبق حفل الزفاف بأيام، حيث يقوم المنجد بممارسة عمله فى الشارع وسط أجواء من الفرحة ، ويقوم أهل العروس بعمل زفة على قدر الاستطاعة المادية أبسطها بالدفوف والغناء للمنجد ولهذه المناسبة، ويمكن أيضا الإتفاق مع فرقة فنية فى هذا اليوم، وكان البعض الآخر يقوم بعمل ختمة قرآنية تبركا ببدء حياة سعيدة للعروسين.

وتابعت كاميرا "اليوم السابع" جانبا من أسرار وحكايات التنجيد البلدى مع أحد أقدم محترفى مهنة التنجيد بمدينة الخارجة، وهو الحاج جمال مسلم، والذى يعمل فى محل صغير بأحد أقدم شوارع مدينة الخارجة القديمة، حيث يقول عم جمال مسلم لـ"اليوم السابع" : إنه بدأ العمل فى تلك المهنة منذ 45 عاما وتعملها على يد منجدين وافدين من خارج المحافظة ، واتقنها وتخرج من تحت يديه أكثر من 10 شباب ، انطلقوا فى سوق العمل واتجهوا لتطوير المهنة مع تقدمها وتحولها للميكنة.

وأضاف مسلم، أن أهم مواصفات مراتب القطن عند تصنيعها، أن يكون القطن مكبوساً ومضغوطاً بحيث لا يكون هناك فراغات يتمدد فيها القطن فتصبح المرتبة لينة، وكذلك الأمر بالنسبة للمخدات يجب أن تكون متماسكة وبها أفضل أنواع القطن ، خاصة أن بعض الصنايعية يقومون بإدخال القماش الكهنة المفروم ويعرف باسم القطن الملون وغالبا ما يكون غير صحى.

وأكد مسلم أن مهنة التنجيد لها أصول وقواعد وآداب يجب الالتزام بها، أبرزها الأمانة والصدق وحفظ أسرار البيوت، لأن المنجد هو أول من يدخل إلى غرفة نوم العروسين، ويقوم بوضع المراتب والمخدات فى الغرفة، ويجب أن يحرص المنجد على أن يكون غضيض البصر ولا ينظر سوى لمساحة عمله، وأن يتحلى بالصبر والدقة فى العمل، وأن يكون بالفعل مصدراً للفرحة فى تلك المناسبة الهامة.

وأفاد مسلم بأن مهنة التنجيد البلدى أوشكت على الانقراض بسبب الاتجاه لشراء المراتب الفايبر والمضغوطة والتى أصبحت موضة الأيام الحالية، مشيراً إلى أنه ما زال يحتفظ بزبائنه الذين يعرفون قيمة القطن النقى لراحة الجسم ، ويقوم بتنفيذ المراتب بصنعة يدوية فى أغلب مراحلها باستثناء خياطة القماش بالماكينات وسرفلتها أيضا ولكن باقى المراحل تتم بالحياكة اليدوية وأسعارها منخفضة عن المراتب الجاهزة بنسبة كبيرة تتوافق مع ظروف الأسر المتوسطة.

ومن جانبه قال عم محمود مساعد الحاج جمال مسلم : إن من أهم مواصفات صناعة المرتبة أن تكون من الخامات فائقة الجودة والقطن النقى ، ويتم حياكتها بالفتلة شديدة القوة ويتم عمل التغريز باحتراف، مؤكداً أن القوس هو الأداة الأساسية فى حرفة التنجيد، بالإضافة إلى ملحقات يمكن اعتبارها إكسسوارات لا يمكن الاستغناء عنها، مثل المدقة والكشتبان والإبر على مختلف مقاساتها، والمطرق (العصا) وكانت أهم الأدوات هى قوس المنجد وهو عبارة عن عصا غليظة من الخيزران أو الجريد و يكون رفيعاً فى مقدمته ( بقطر 3سم تقريباً) وسميكاً فى المؤخرة (بقطر5سم) يبلغ طول العود 160 - 180سم، ويتم تليين العود على نار موقد خاص لإحداث انحناء خفيف فيه.

ويستخدم المنجد مجموعات من الإبر ذات مقاسات مختلفة منها المسلاة: وكانت تستخدم فى تنجيد فرشات ومساند القش ويستخدم مع المسلات خيطان المصيص، وهذه الأنواع من المسلات مازال يستخدم عند السروجية فى تنجيد مساند القش والميبرة وهى أكبر مقاس يستخدمه المنجد، إذ تستخدم فى تنجيد الفرشات والجنبيات والوسائد، ويجب أن تكون الميبرة طويلة ورفيعة تلضم بخيوط المستت والإبر الكبيرة وتستخدم فى تنجيد الألحفة ويستخدم فيها خيوط المستت وبعض خيوط حريرية إذا دعت الحاجة فى ألحفة الأطفال.

وأكد عم محمود أن من أنواع الإبر أيضا، الإبرة العادية وتستخدم فى تثبيت أوجه الشاش على الألحفة وكذلك تثبيت روسيات الوسائد.

ويفضل المنجدون الإبر الغير قابلة للإنثناء أو التلثيم، كما يستخدم المنجد الكشتبان وهو حلقة مفتوحة الطرفين بعرض 2سم تقريباً من نحاس أصفر سميك، محفر السطح يسمح بانزلاق رأس الإبرة إلى الحفر فى أى جزء من أجزاءه بما لا يسبب تلثيم رأس الإبرة أو كسرها، ويسهل على المنجد توقيت خروج الإبرة من كبشة التنجيد  فيدفع بها للخروج وحبس الخيط وحبكه عند تنجيد الفرشات أو المساند أو سل الخيوط فى حال تنجيد الألحفة  والكشتبان كما المحابس والخواتم لها مقاسات وينظر لها كحلية يتزين بها المنجد خلال العمل، وقد يبقى فى إصبعه دون الحاجة لاستعماله.

76467-received_481252317030708
 
78258-received_351066513569667
 
 
85156-received_334889138567339
 
95591-received_265799289046832
 
117857-received_314913034037158
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة