سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على الأزمة الاقتصادية في أوروبا، حيث قال الخبير الاقتصادي محمد العطيفي، إن هناك تقارير اقتصادية أصدرها البنك الدولي بدخول العالم 2023 حالة ركود في ظل حالة التضخم المرتفعة التي يجب السيطرة عليها، رغم ارتفاع أسعار الفائدة في عدد من البنوك العالمية.
وأضاف الخبير الاقتصادي خلال تصريحاته على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نحو مليون شخص في بريطانيا متوقع دخولهم حافة الفقر، وأشار إلى أن الاقتصاد الصيني يعاني أيضًا من مشكلات أبرزها العقار وكورونا، وذكر الخبير الاقتصادي أن أسعار السلع والخدمات تشهد زيادات كبيرة وتباطؤ في المبيعات.
وأوضح الخبير الاقتصادي أنه بالرغم من ذلك، فإن الشكوك لا تزال تطغى على هذه التوقعات إلي حد كبير، بسبب تقلب أسعار الطاقة والتوترات الجيوسياسية خصوصًا الأزمة الروسية الأوكرانية، ووضع فيروس كورونا.
فيما قال نزال الجليدي محلل اقتصادي، إن فرنسا تشهد موجة ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الطاقة، بسبب وقف إمدادات الغاز الروسي على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، لذلك تسعى الحكومة الفرنسية لاستيعاب جزء من هذه الزيادات، وعدم تحميلها على المواطن الذي يعاني من تضخم في أسعار السلع الغذائية، وانخفاض في القدرة الشرائية، حيث سجل معدل التضخم 6.2% ووصلت نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي مستوى 113% فيما ارتفعت معدلات البطالة بنحو 7.4%.
وأضاف «الجليدي»، خلال مداخلة هاتفية على شاشة «القاهرة الإخبارية»، من العاصمة الفرنسية باريس، أن الأرقام السلبية مرشحة للزيادة والتفاقم في ظل اقتصاد جريح يعاني من الهِرم، موضحا أن ما تقوم به الحكومة الفرنسية هو توزيع لبعض الفتات والمساعدات كمسكنات، كما أن الحكومة الفرنسية تعمل دون تأييد برلماني، فلا يمكن وجود رؤية اقتصادية دون وضع رؤية سياسية، موضحا أن السياسة الهشة غير قادرة على إيجاد حلول لاقتصاد قوي يستطيع التعويل عليه.
وأشار المحلل الاقتصادي، إلى أن الحكومة الفرنسية تورطت في الحرب الروسية الأوكرانية ودفعت الكثير من الأموال ولم تحسب جيدًا العواقب، وهو ما جعلها تفتقد القدرة على مجابهة خطر التضخم لتصبح حلولها يتيمة وفردية وشكلية، على اعتبار أن الأزمة متعمقة جدًا، كما أن فرنسا تعتمد في اقتصادها على مبيعات السلاح، غير أنها تعيش من فترة، حرب أعصاب في مبيعات الأسلحة ولم يعد لها أسواق بعد أن فقدت السوق الإفريقي.
وقالت جيهان جادو عضو المجلس المحلي في فرساي، إن الشارع الفرنسي يعيش حراكًا مجتمعيا لأنهم يريدون المزيد من الرفاهية وتلبية المتطلبات الأساسية، موضحة أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على المواطن الذي بدأ يلمس ارتفاع أسعار السلع وهو ما دفع العديد من المحلات والشركات لإعلان إفلاسها.
وأضافت جيهان جادو، خلال مداخلة هاتفية على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الحكومة الفرنسية تعول على وعى الشعب الفرنسي، فالصورة ليست سوداوية بالشكل المطلق، حيث توجد شريحة من الشعب الفرنسي تدرك تبعات الحرب.
وحول تعهد الحكومة السابقة بإنفاق 25 مليار يورو على برامج الحماية الاجتماعية، أقرت عضو المجلس المحلي في فرساي بوجود معونات كثيرة جدا تصرف للمواطن الفرنسي، إلا أنه يظل السؤال هل ستستوعب هذه المساعدات الفئة الحالية من الشعب الفرنسي التي دخلت شريحة الفقر؟ غير أنه مع ارتفاع الأسعار وحالة التضخم المتفاقمة، يضع الحكومة في أزمة لأنها لن تستطيع أن تعطى أزيد مما تقدمه في الوقت الحالي، مستشهدة بأن الغاز الذي تستورده باريس من واشنطن بأربع أضعاف سعره في السابق وأكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة