أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: رسائل مصر للعالم من شرم الشيخ "أنقذوا الأرض من التلوث والحرب"

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الرئيس السيسى يضع العالم أمام مسؤولياته لمواجهة أخطار تهدد البشر ويطلق مبادرة السلام لوقف الحرب الروسية الأوكرانية

- ما يحتاجه عالمنا اليوم لتجاوز أزمة المناخ الراهنة يتجاوز الشعارات والكلمات إلى التنفيذ السريع والفعال والعادل 

- مصر تدعو العالم للانضمام إلى المبادرات الجديدة التى تعتزم إطلاقها ومنها «نوفى» و«حياة كريمة لأفريقيا»

- من الضرورى أن تشعر كل الدول النامية خاصة فى أفريقيا أن أولوياتها يتم التجاوب معها وأخذها فى الاعتبار وتقديم الدعم والتمويل

يجتمع زعماء العالم للتباحث بشأن إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحا، وهى مواجهة تغير المناخ، من خلال القمة التى تنعقد بمدينة شرم الشيخ، التى تعرف طريقها نحو التحول الأخضر وتتعلق بها أنظار وعقول العالم، لمتابعة وقائع القمة وما سيسفر عنها من نتائج، تسهم فى تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل وفى خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب وظروف مواتية للحياة والعمل والنمو دون إضرار بموارد عالمنا، التى يتعين العمل على تنميتها واستثمارها، وجعلها أكثر استدامة.. هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لقمة شرم الشيخ، لتنفيذ تعهدات المناخ «COP27».
 
هذا المشهد الذى يجذب أنظار العالم كله نحو شرم الشيخ، تقف وراءه جهود عام كامل وأكثر للدولة المصرية التى نجحت فى تنظيم قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، وهذا الحضور الكثيف لزعماء العالم وكلماتهم وتعهداتهم تكشف عن إدراك كبير لخطر التغير المناخى، الذى انعكست تأثيراته خلال السنوات الأخيرة بشكل حاد، وأصبحت تهدد سكان الأرض فى حال استمرت الاستهانة بتأثيرات تتجسد فى فيضانات وجفاف وحرائق، وجوع وفقر، مسؤول عنها الدول الصناعية الكبرى، بينما تدفع أفريقيا ودول العالم الثالث الثمن مضاعفا، ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن تغيرات المناخ منذ 2008 دفعت 21.5 مليون إلى اللجوء أو التشرد، وأن هناك 1.2 مليار مهددون بالتشرد خلال 30 عاما مقبلة ما لم يتوقف تدهور المناخ، والذى تسبب فى تصاعد حدة الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر طوال العقود الثلاثة الماضية، كل هذه الأخطار تدفع زعماء العالم إلى الاجتماع فى مصر للبحث عن أفضل الطرق لمعالجة هذه التداعيات والأضرار. 
 

جهد أكثر من عام

تأتى القمة الحالية نتاجا لجهد الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، طوال عام وأكثر، والجهود المبذولة فى قمة المناخ كوب 26، التى انعقدت فى نوفمبر 2021 فى جلاسجو، ولفتت انتباه العالم إلى الحاجة الملحّة لمعالجة تغير المناخ، ووافقت 197 دولة على ميثاق القمة، ويعود الفضل فى التوصل إلى اتفاق فى قمة المناخ COP 26 للدول النامية، ومنها الأفريقية التى طرحت وجهات نظرها، ولعبت مصر دورا مهما فى القمة الأخيرة وتحدثت بلسان أفريقيا، التى تواجه زيادات كارثية فى درجات الحرارة، ويزداد تهديد أزمة التغير المناخى ليطال الناتج المحلى للدول الأفريقية الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة، وتواجه ظاهرتى الجفاف والتصحر، وتواجه مخاطر بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر.
 
كل هذا يوضع أمام القمة 27 للمناخ «COP 27» التى تعقد فى شرم الشيخ بجهود مكثفة من الدولة المصرية، سعيا للتوصل إلى توصيات متوازنة عن القمة يمكنها معالجة التأثيرات الخطيرة للتغير المناخى على العالم الثالث، خاصة قارة أفريقيا، حيث إن 20 دولة صناعية تتسبب فى 80 % من الانبعاثات، بينما 48 دولة فى أفريقيا تساهم بنحو 4 % من الانبعاثات، وهى الأكثر تضررا من الانبعاثات وآثار التغير المناخ باعتبار مجابهة التغير المناخى وتكلفته أفضل كثيرا من التكلفة التى يتسبب فيها التغير نفسه.
 
وبعد أن كانت التعهدات فى مؤتمر باريس تعلن تقديم 100 مليار دولار من الدول الكبرى أصبح مطلوبا 800 مليار دولار سنويا للتخفيف من حدة التغير المناخى فى الدول النامية بحلول عام 2025، ومن العدالة والموضوعية أن يكون هناك دعم للدول النامية، كما أشار الرئيس مرات. 
 

ما يحتاجه عالمنا

الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد أن ما يحتاجه عالمنا اليوم لتجاوز أزمة المناخ الراهنة يتجاوز الشعارات والكلمات إلى التنفيذ السريع والفعال والعادل، لافتا نظر زعماء العالم «إلى أن الملايين التى تتابعنا، كما تابعت قمتنا العام الماضى من نساء ورجال وشباب وأطفال ومزارعين وعمال وأصحاب أعمال بشر من سائر أنحاء كوكبنا يشتركون فى مصير واحد، وهدف واحد، يطرحون علينا أسئلة صعبة، وبعد تأكيده أن الدولة المصرية وضعت نصب أعينها أهدافا طموحة عبرت عنها فى «استراتيجية مصر الوطنية لمواجهة تغير المناخ» والتى نعمل بدأب على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر والبرنامج الوطنى للاستثمار فى مشروعات المياه والطاقة والغذاء «نوفى»، لتعزيز الاستثمارات الخضراء، واقترح الإعلان عن المزيد من المساهمات المحددة وطنيا ورفع طموح الاستراتيجيات لخفض الانبعاثات وإطلاق مبادرات طموحة وفعالة تجمع كل الفاعلين حول أهداف واضحة فى التكيف والتمويل، وهذا التوجه وإن ما تشهده مصر اليوم، من تحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات، فى كل المجالات هو ترجمة عملية لما نادينا وننادى به، من ضرورة التنفيذ الفعلى على الأرض وخير دليل على أن الأمل فى التغلب على تحدى تغير المناخ، لا يزال قائما، إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة.
 
وقدمت مصر تصورا يوسع من القدرة على الاستفادة العالمية من تمويلات المناخ، التى تتجه أكثر إلى التكيف بالنسبة للدول التى تمارس أنشطة ملوثة، بينما يفترض أن تتجه إلى أنشطة التخفيف من تأثيرات التغير المناخى، ومنها مصر التى تستثمر منذ سنوات فى الأنشطة الصديقة للبيئة فى مجالات النقل والطاقة المتجددة وتنقية المياه. ومعروف أن منصة «نُوَفِّى» هى بديل لمنصة مجموعة السبع، باعتبار أن المشروعات التى تم تنفيذها فى مصر مثل بحر البقر والمحسمة وبنبان ومحطة الرياح فى السويس، تدخل ضمن مشروعات التخفيف وتنطبق عليها كل المعايير الدولية مثل الحوكمة والمناقصات والمعايير البيئية كلها موجودة، وتسعى مصر لأن يتم تمويل المشروعات التى ينطبق عليها كونها تدخل ضمن تخفيف التغيرات المناخية.
 
وبناءً عليه يتوقع الإعلان عن حزم تمويلات لهذه المشروعات، ضمن تعهدات الدول الكبرى، وهو أمر ينطبق على دول أخرى ومنها مصر.
 

مطالب أفريقيا والعالم الثالث

وأكد الرئيس السيسى مطالب أفريقيا والعالم الثالث «من الضرورى أن تشعر كل الأطراف من الدول النامية خاصة فى أفريقيا أن أولوياتها يتم التجاوب معها، وأخذها فى الاعتبار وأنها تتحمل مسؤولياتها، بقدر إمكانياتها، وبقدر ما تحصل عليه، من دعم وتمويل مناسبين، وفقا لمبدأ المسؤولية المشتركة، بما يرضيها إزاء موقعها فى هذا الجهد العالمى، لمواجهة تغير المناخ الذى يتطلب تهيئة مناخ من الثقة المتبادلة يكون محفزا وداعما، لمزيد من العمل، والذى يتحقق بقيام الدول المتقدمة، بخطوات جادة إضافية، للوفاء بالتعهدات التى أخذتها على نفسها، فى تمويل المناخ ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة، عن تغير المناخ فى الدول النامية والأقل نموا على نحو يضمن صياغة مسارات عملية، لتحقيق الانتقال المتوازن نحو الاقتصاد الأخضر ويراعى الظروف والأوضاع الخاصة لهذه الدول».
 
ودعا الرئيس السيسى، الحاضرين، للإعلان عن المزيد من المساهمات المحددة وطنيا ورفع طموح استراتيجية خفض الانبعاثات وإطلاق مبادرات طموحة وفعالة، تجمع كل الفاعلين حول أهداف واضحة فى التكيف والتمويل ومتابعة تنفيذ ما تم إطلاقه من مبادرات فى السابق، والانضمام إلى المبادرات الجديدة التى تعتزم مصر إطلاقها فى المؤتمر، والأهم من ذلك كله أن تكون توجيهاتكم لمفاوضيكم الذين يستعدون الآن لبدء أسبوعين من المفاوضات المهمة، هى التحلى بالمرونة، والعمل على بناء الثقة والتوافق للخروج بالنتائج التى أعلم أنكم كقادة للعالم، تريدون الخروج بها من هذا المؤتمر.
 
لقد قدم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطالب البشر، خاصة دول أفريقيا والعالم الثالث، فى عالم لا تهدده أخطار التغير المناخى والتلوث، وأن يسعى زعماء العالم لتحمل مسؤولياتهم، تجاه معالجة التأثيرات الخطيرة التى تهدد غذاء البشر وهواءهم وماءهم، وأن العمل والتعاون هو الحل للعمل الآن وليس غدا، لإنقاذ الكرة الأرضية من تداعيات صارت واضحة فى كل ركن.
 

مبادرة السلام لإنقاذ العالم من الحرب

استغل الرئيس عبدالفتاح السيسى، حضور زعماء العالم فى قمة المناخ وأطلق مبادرته للسلام، ووقف الحرب الروسية - الأوكرانية، فى واحد من أقوى النداءات التى صدرت، وأكد أن هذا الحضور الكثيف من الزعماء يستدعى إطلاق نداء شرم الشيخ، وأكد أن العالم أمام أزمة كبيرة لها تأثير كبير على كل الدول ووجه نداءً «معا نعمل لوقف هذه الحرب».
 
وقال إن الدول كلها عانت من تأثيرات الحرب، خاصة الدول ذات الاقتصادات الناشئة التى عانت من تبعات أزمة كورونا سنتين وتحملتها، والآن تعانى من هذه الحرب، لهذا ننادى بوقف الحرب والدمار والخراب والقتل، مؤكدا أن الكثير من القادة الموجودين مستعدون للتحرك من أجل إنهاء الحرب.
وتعد دعوة الرئيس السيسى واحدة من أقوى المبادرات التى يتم إعلانها فى حضور أغلب زعماء العالم، وتعبر عن رغبة شعبية عالمية، بعد أن تفاقمت تداعيات الحرب وتأثيراتها على الاقتصادات. 
 
p.2
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة