لم يمر علينا عام 2022 مرور الكرام، فقد كان عاما مليئا بالأحداث والتغيرات، ولعل أبرز هذه الأحداث هى الحرب الروسية الأوكرانية التى غيرت ملامح الدول وبدلتها، وتسببت فى أزمة اقتصادية عالمية يعانى منها سكان العالم أجمع، لكن يبقى الحدث الأهم والأبرز بالنسبة إلينا هو استضافة مصر لقمة المناخ فى نسختها السابعة والعشرين، وهو الحدث العالمى الذى استطاعت مصر استضافته وتنظيمه باحترافية شديدة، حيث وضع مصر فى مكانة عالمية مختلفة وأهلتها لاستضافة مزيد من المؤتمرات والقمم العالمية التى كان تنظيمها قاصرا فى معظم الأحيان على دول أوروبا والغرب.
اللافت فى الأمر أيضا هو تنظيم دولة قطر الشقيقة لمونديال كأس العالم عقب انتهاء قمة المناخ مباشرة، وهو أيضا حدث عالمى كبير، يشارك فيه وينتظره الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، وهو الحدث الذى يجب أن يسعد به كل مصرى أيضا، فكل إنجاز مصرى هو إنجاز لكل العرب، وكل إنجاز عربى هو إنجاز لمصر، والحديث حول التكامل العربى ودور مصر فى وحدة العرب وقوتها لا يمكن اعتباره «حديث إنشا»، وها نحن نعيشه، ازدهرت مصر وتقدمت فى السنوات الماضية وأصبحت أكثر حضورا وقوة فى المحافل الدولية والعالمية، ومن بعدها قطر تنظم الحدث العالمى، ومن بعدهما أتوقع مزيدا من الحضور القوى لمصر والدول العربية فى المحافل الدولية خاصة بعد 2022، لأن هذا العام لم يكن كما قبله، فالحرب الروسية الأوكرانية تعيد تشكيل خريطة العالم ومناطق القوى حوله، والحمد لله أن مصر ومعظم الدول العربية لم تتأثر تأثيرات كبيرة بهذه الحرب، وإنما تقوى وتتعاظم مكانتها، وتحجز مكانتها وسط نظام عالمى جديد ملامحه تتغير بين دول تتراجع اقتصاديا وسياسيا ودول أخرى تحجز موقعها فى هذا النظام، ومن بين هذه الدول مصر وغيرها من الدول العربية ودول الشرق الأوسط.
وبعيدا عن السياسة والحرب والنظام العالمى يمكن القول ببساطة إن مشاهد نوفمبر 2022 فى مصر بتنظيم قمة المناخ، وقطر بتنظيم كأس العالم، مشاهد تستحق منا أن نفتخر ونسعد ونبتهج بدولنا العربية التى استطاعت وتمكنت وجمعت فى أحضانها شعوبا وثقافات، وأصبحت محورا للحديث فى كل صحف وتليفزيونات العالم، رغم كل المحاولات لتشويه الدولتين، وذلك الوجه القبيح الذى ظهر من بعض الصحف العالمية التى خططت لتشويه مصر أثناء قمة المناخ، وتفعل الآن نفس الدور مع قطر، إلا أن مصر ومن بعدها قطر لم تتأثرا بهذه الحملات الممنهجة للتشويش على الإنجاز العالمى الذى حققاه، والذى سيكون من بعده مزيد من الإنجازات، فمصر اليوم تحجز مكانها فى نظام عالمى تتغير ملامحه، وبالطبع الدول العربية ستكون لها نفس المكانة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة