لم يرتفع صوت ليلة الأحد الماضى على صوت المونديال، فالعالم كله يتابع ويراقب ويشاهد افتتاح كأس العالم الذى تنظمه هذا العام دولة قطر، وبينما يتابع العالم الحدث الأكثر متابعة فى العالم كله والذى ينتظره مليارات من عشاق الساحرة المستديرة كل أربع سنوات، جاءت صورة واحدة فيها «مصر»، فاحتلت جزءا كبيرا من الحديث ولفتت أنظار العالم وانشغل بها وتحدث عنها وتابعها ونشرها الملايين حول العالم، واحتلت حيزا كبيرا من مساحات الأخبار والمواقع الصحفية حول العالم، صورة واحدة جمعت بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، ورئيس دولة قطر تميم بن حمد، والرئيس التركى رجب طيب أروغان، وما لفت انتباه العالم هو مصافحة رئيس مصر للرئيس التركى.
جسدت الصورة حدثا تاريخيا فى تاريخ العلاقات المصرية التركية ومسارا جديدا نحو المصالحة بين الدولتين، وهو المسار الذى تم الإعلان عنه منذ سنوات، وكانت هناك مباحثات ولقاءات أعلنت عنها مصر من قبل، وتكهن البعض بأنها ستكون مستحيلة ولن تحدث، لكن جاءت هذه الصورة لتقول كثيرا، وتعبر عن قوة مصر وقدرتها، والحقيقة أن المعانى التى تحملها هذه الصورة أكبر بكثير من مجرد الإعلان عن خطوة قوية فى تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، وإنما توقيت هذه الخطوة هو الأهم.
مصر لم تسع لمصالحة فى وقت كانت تشهد فيه عمليات إرهابية يوما تلو الآخر، وكان الموقف اقتصاديا وأمنيا ومؤسسيا صعبا عقب عامين من غياب الأمن فى مصر بين 2011 و2013، وكانت على شفا الانهيار حتى كان الخلاص فى 30 يونيو 2013، وبعدها ما يقرب من عام تحاول فيه إعادة ترتيب البيت من الداخل، وفى هذا الوقت كانت مصر تواجه أشرس الحملات والعمليات والتخطيطات حتى لا تنجو، لكن ما حدث غير ذلك، ووقتها لم تسع مصر لأية مصالحات ولم تستنجد بأى دولة، بل قاومت وحاربت هذا الإرهاب الممنهج الذى كانت تتعرض إليه، وإعادة بناء البيت بفضل قائد مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى، الذى أعلنها صراحة منذ اليوم الأول وقال إن الأمن والقضاء على الإرهاب أولوية، وأن بناء مصر وقوتها أولوية.
مصر حاربت وعملت وأنجزت وعادت واستعادت مكانتها، وأثبتت للعالم أجمع قوتها وصلابتها وانتصرت فى حربها على الإرهاب وأثبتت لكل من يمول ويساند ويدعم هذا الإرهاب أنها الأقوى، وأن المعركة ستنتهى محسومة بفوز بمصر، وبعد أن انتصرت فى جولة وثانية وثالثة وأيقن الجميع أن النصر لمصر، كانت فكرة المصالحة القائمة على فكرة واحدة وهى أن مصر تمتلك كل أدوات الحرب وتمتلك القوة والإرادة والصبر، لكنها لا تسعى سوى للسلم رغم قدرتها وقوتها التى بات العالم كله يعرفها ويعترف بها ويضعها فى حساباته، لذلك كانت قوة الصورة التى ظهر فيها رئيس مصر عبدالفتاح السيسى بقوة الحدث العالمى الذى يشارك فيه ضيفا فى قطر، ولذلك كانت وستبقى مصر ورئيسها نجما يلمع ويخطف الأنظار فى كل الأحداث والمحافل الدولية، تحضر مصر ويحضر رئيسها فيصيران هما الحدث ولا يعلو فوق صوتهما صوت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة