القاهرة، الساحرة، مدينة المعز الفاتنة، هذا السحر الذى لا ينتهى من قلب المحب، هنا من يتحول فى قلب العاصمة ويدور فى الحوارى القديمة، يتأمل الزوايا والعطفات والأسبلة والمساجد والبيوت القديمة يكتشف عالم آخر من السحر والإبداع، هذا السحر الذى حاول الدكتور محمد أحمد إبراهيم تفسيره فى كتاب "حارتنا كان ياما مكان".
ويقدم لنا الباحث فى هذا الكتاب تفسيره للقاهرة لكنه بطريقته الخاصة التى تجمع بين الذكريات والملاحظات والوصف للعديد من الظاهرات من خلال حياته فى حارة "العلوة" فى عابدين، حيث تناول ارتباط الناس بالعادات والتقاليد مثل حلاوة المولد وملابس العيد، ويتناول أساطير العفاريت التي كانت تشغل مكانا كبيرا في وجدان الصغار، مشيرا إلى أنها بقايا حفريات العصور القديمة التي لعبت الأساطير والكائنات الخرافية دورا كبيرا في صياغة وجدان المصريين.
وقد تنوعت الموضوعات التي تكشف بعض العادات والتقاليد في الحارة المصرية : حلاوة المولد أيام العيد والرحلة إلي السينما، وألعاب الطفولة، ثم يستعرض العديد من وجوه الحارة المقيمين والعابرين، كما تناول أشكال من التدين الشعبي الذي يعد ابتكارا أصيلا للحارة المصرية وتجليه في مظاهر عديدة من الاحتفالات والأذكار خاصة الاحتفات بمولد أحد المشايخ أسفل منزل الكاتب (الشيخ التلولي)، ثم يتناول الأساطير والعفاريت التي كانت تشغل مكانا كبيرا في وجدان الصغار والكبار، ولعلها بقايا حفريات العصور القديمة حيث لعبت الأساطير والكائنات الخرافية دورا مهما فى صياغة وجدان الناس وتصوراتهم.
كما تناول الكتاب حياة الناس فى الحارة احتفالاتهم وعاداتهم وتقاليدهم خاصة فى المناسبات الدينية كشهر رمضان والأعياد كعيدي الفطر والأضحى، كذلك صراعاتهم اليومية التي اطلق عليها (خناقات حارتنا) إذ لم تعرف تلك الحارات داخلها صراعات بالمعني الاجتماعي وانما كانت مجرد خناقات يتبادل فيها الناس الشتائم وصيحات التهديد التي كانت غالبا ماتنتهي بضحكات ساخرة بينهم في المساء وترديد عبارة (صافى يالبن.. حليب ياقشطة)، كما تناول الكاتب العديد من مظاهر الحب والعشق في الحارة سواء كان حبا مشروعا أو عشقا محرما، وعشرات من الموضوعات الجذابة التي يرصدها الكاتب متجاوزا الوصف إلي التحليل.
وتحدث عن صراعات الناس اليومية أو "الخناقات" وهى صراعات لم تكن صراعات بالمعنى الاجتماعي وانما مجرد خناقات يتبادل فيها الناس الشتائم والصيحات والتهديد والتي ما غالبا تنتهى بضحكات ساخرة بينهم، وتطرق للحديث عن مظاهر الحب والعشق سواء ان حبا مشروعا أو عشقا محرما.
وينتهي الكتاب عن مظهر مهم من مظاهر الحارة المصرية، وهى تعلق الحارة بالأحداث السياسية، وهنا تحدث الباحث عن ذكرياته في الطفولة يوم موت الزعيم جمال عبد الناصر ومظاهر الحزن الفاجع في جميع بيوت الحارة، وعلى المقابل الآخر تحدث عن المظاهر الساخرة في أوقات الانتخابات.
الكاتب تحدث أيضا في نهاية كتابه عن شكل الحارة المصرية الآن، مشيرا إلى أنها أصبحت مجرد كرنفالات وسيرك متجول، على السائر فيها أن يتدرب على فنون السير على الحبل والجرى والقفز وسرعة الالتفاف والولوج والخروج بسرعة فائقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة