عاشت قرية ميت عنتر، التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ليلة حزينة بعد سماع خبر العثور على جثة المهندس المختفي منذ أكثر من أسبوع، غارقا داخل مياه نهر النيل أسفل كوبري جامعة المنصورة بعدما ذهب لتدبير تكاليف ولادة زوجته ولم يعد.
وبدأت القصة منذ ما يقرب من 10 أيام وقرب وضع زوجته لمولود جديد، حيث أبلغ أحمد زوجته بأنه سوف يتوجه لأحد أصحابه لجلب مبلغ من المال تحسبا لمصاريف الولادة، ويومها اتصلت الزوجة على أحمد لتطمئن عليه ليخبرها بأنه مع صديقه وإن السيارة تعطلت فوق كوبرى جامعة المنصورة، وأنهت الاتصال معه على ذلك، فانتظرت الزوجة عودة زوجها على الميعاد المتفق عليه ولكنه تأخر ولم يعد مرة أخرى، وحاولت الاتصال عليه أكثر من مرة ولكن دون جدوى.
وقد تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا من اللواء ايهاب عطية، مدير مباحث المديرية، بتلقى مأمور مركز طلخا بلاغا من أسرة المهندس أحمد عاطف بتغيبه واختفائه وعدم عودته إلى منزله.
وقامت الأجهزة الأمنية بمحاولة التوصل إلى مكانه، لكنه لم تتوصل الا لأحد الأشخاص الذى تقابل معه المهندس قبل اختفائه، وبمواجهته اعترف بأنه قابل المجنى عليه عند جامعة المنصورة وأعطاه مبلغا من المال واستقل تاكسى، ولم يشاهده مرة أخرى.
ومع اختفاء أحمد وازدياد قلق أسرته عليه بدأت زوجته وأسرته بإطلاق استغاثات لعودته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطالب كل من يعرف عنه شيئا بالإبلاغ عن مكانه أو أى معلومات تفيد للوصول إليه، كما طالبت زوجها المختفي بالعودة مرة أخرى من أجل أبنائه، وأنها لا تريد شيئا غير عودته، وكانت الرسالة مؤثرة ولقت تفاعلا كبيرا من الأهالى.
فيما كتبت دعاء زوجة المهندس أحمد عاطف رسالة على موقع التواصل الاجتماعى قبل العثور على جثمانه بساعات قليلة وهى (11 يوم النهاردة وانت بعيد عن العين، لكن مش بعيد أبداً عن بالى وقلبى يا حبيبى، 11 يوما لا شوفتك ولا سمعت صوتك من آخر مكالمة قبل ما تغيب، يومنا العادى كنا مع بعض فى الشقة، ولو خرجت ساعتين برة تكلمنى فيهم تلات أو أربع مرات، ما بالك بقا 11 يوم ما سمعتش صوتك ولا شوفتك، نفسى حد يطمنى بس أنت عامل أيه، نفسى أشوفك ونفسى تشوف كنان وسليم، بكره هاستلم شهادة ميلاده، وامبارح المفروض كان سبوعه، والله بسبب غيابك ما خدت بالى أن سبوع سليم كان امبارح، كنا بقا مع كل اتصال يقوللى بابا بيرن، ما هو متعود انك لو برة بتكلمنا، يارب ارحمنى برحمتك ورجعهولى ورجعه لولاده وأهله، يا رب أن كان اختبار فأنا مش قادرة أتحمل".
واستمرت عمليات البحث لفترة طويلة، إلا أن كشفت أحد الكراكات التى تعمل على تطهير جانبى النيل بناحية مدينة المنصورة أثناء العمل بخروج جثة غير واضحة المعالم، ليقوموا بإبلاغ ضباط المباحث على الفور.
وتم انتشال الجثمان وبفحص متعلقاته الشخصية، كشفت بعض العلامات إلى أن الجثمان يعود للمهندس أحمد عاطف المختفى، وتم إبلاغ النيابة العامة بالواقعة، والتى أمرت بنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى الدولي، وتوقيع الكشف الطبى عليه وكتابة تقرير بتفاصيل الوفاة وأسبابها، وطلبت سرعة تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها.
والد المهندس احمد المجنى عليه
ومع العثور على الجثمان تم استدعاء أسرته للتعرف عليه، لتؤكد بأنه هو المهندس أحمد عاطف المتغيب، لتبدأ عملية البحث تأخذ منحنى جديد، وبدأت دائرة الاتهام تتسع، لتشمل العديد من أصدقاء وأصحاب المجنى عليه، فضلا عن تفريغ الكاميرات لمتابعة خط سير أحمد والمناطق المرجح تردده عليها.
وتم تسليم الجثمان لأسرته بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا وتم تشييع الجثمان وسط حالة من الحزن الشديد وبكاء هيستيرى لكل أسرته.
وقد شيع المئات من أهالى قرية ميت عنتر، التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، فى مشهد جنائزى مهيب، جثمان المهندس أحمد عاطف، من أمام مسجد الجمعية الشرعية بالقرية ورددوا هتافات لا إله إلا الله، وسط صرخات أسرته، بعد 10 أيام من الغياب عنهم.
وقرر مصطفى محمد وكيل النائب العام بمركز طلخا، والمستشار حسن شطا مدير النيابة، تحت إشراف المستشار علاء السعدنى المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية، بتحويل والد المهندس أحمد عاطف ووالدته، إلى الطب الشرعى لأخذ عينة (DNA)، ومضاهاته بالعينة التى أخذها من الجثة التى ظهرت بمياة نهر النيل بالأمس، للاطمئنان بأن الجثة التى تم العثور عليها هى للمهندس أحمد عاطف المتغيب منذ 10 أيام.
وكشف التقرير المبدئى، أنه تم العثور على الجثة فى حالة تحلل جزئى.
واستمعت النيابة إلى أقوال غادة زوجة المهندس أحمد عاطف، والتى اتهمت فيه أحد أصدقائه، والذى أشار إليه المجنى عليه، فى آخر اتصال بينها وبين زوجها، وأكد لها بأنه معه وهو آخر من قام بمشاهدته، وكان فى طريقه للحصول منه على بعض الأموال، نظرا لأنها كانت فى حالة ولاده تحسبا لأى ظرف.
ووجهت الزوجة أصابع الاتهام في أقوالها إلى صديق أحمد الذى كان معه قبل اختفائه، مشيرة إلى أنه المتسبب فى قتله؛ لوجود خلافات مادية بينه وبين زوجها.
وأدلت الزوجة بكل تفاصيل الساعات الأخيرة والاتصالات التى كان تدور بينها وبين زوجها، واكدت على أنها أجرت اتصال أخير به قبل الاختفاء وأكد بأنه مع صديقه، ولكن السيارة تعطلت أعلى كوبرى جامعة المنصورة، وهو منتظر بأنه سوف يحصل على مبلغ من المال من صديقه، والذى بينهما علاقة عمل، وأضافت فى التحقيقات بعد نصف ساعة عاودت الاتصال به مرة أخرى، فكان الهاتف مغلق، فاتصلت على صديقه الذى أكد لها بأنه حصل منه على مبلغ 80 الف جنية واستقل تاكسى، وأضافت بأنها انتظرت عودته ولكن لم يعود منذ هذا اللحظة.
وأوضحت أن صديقه تحصل منه على مبالغ مالية كبيرة، لتشغيلها، ولكن وضح بأنه يحاول الهروب من سداد تلك الأموال، وحاول استدراج أحمد للتخلص منه.
"أنا أب قلبه محروق على ابنه وعايز حق ابني".. هكذا عبر والد المهندس أحمد عاطف، عن حزنه لوفاة ابنه، مطالبا جميع المصريين بالوقوف بجانبه حتى يحصل على حق ابنه ويعرف من ارتكب الواقعة بحقه.
وأشار إلى أن ابن أحمد ولد يوم الجمعة الماضي الساعة الثامنة صباحا، حيث يذهب بنفسه إلى المستشفى مع زوجة ابنه حتى اطمأن على إتمام عملية الولادة وقدوم حفيده بسلام وصحة جيدة، وبعدها بدأ يبحث عن ابنه الذي اختفى يوم الأربعاء.
وقال، إن الجميع يشهد بأخلاق أحمد وعدم وجود خلاف بينه وبين أحد، مؤكدا أن ابنه لم يكن مديونا بمبلغ مالي لأحد الأشخاص كما يشاع.
وأضاف أن ابنه قبل اختفائه، تحدث معه وكان سعيدا بولادة ابنه ولم يكن هناك ما يدعو للقلق بشأنه، حيث تحدث لابنه المولود وقال له "ثواني وهجيلك يا كنان يا حبيبي واجيب الفلوس"، مشيرا إلى أنه حتى هذه المكالمة لم يكن أحمد قد حصل على الأموال بعد.
وكشف مصدر أمنى، اعتراف صديق المهندس أحمد عاطف الذى عثر على جثمانه داخل مياه نهر النيل، بعد 11 يوما من اختفائه، بأنه هو من قام بإلقائه فى النيل، أثناء تواجده معه أعلى الكوبرى.
وأشار فى اعترافاته إلى أنه كان تحصل على مبالغ مالية، من المهندس أحمد عاطف لتشغيلها معه، ولكن بعد أن طلب استرداد بعض المبالغ، اختمرت فى ذهنه فكرة التخلص منه، لإنهاء مطالبته بالمبالغ المديون بها، وفكر فى حيلة إلقائه بنهر النيل، وبالفعل حدد المكان، وتعلل بتعطل السيارة منه، ونزل هو والمجنى عليه على الأرض، ثم أخذه على غفلة وقام بإلقائه في النيل من فوق الكوبرى، وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من ذلك اتصلت زوجة المهندس أحمد عليه، فرد وقال إنه أعطاه 80 ألف جنيه، واستقل تاكسى وتركه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة