بعد جحيم حرائق الغابات فى الجزائر.. تحذيرات من فيضانات عارمة قادمة.. وزارة الداخلية: العمل جاري لتقييم الخسائر لتعويض المتضررين من الحرائق 26 ولاية.. والتحقيقات مستمرة لكشف المتورطين بإشعال الحرائق

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 07:00 م
 بعد جحيم حرائق الغابات فى الجزائر.. تحذيرات من فيضانات عارمة قادمة.. وزارة الداخلية: العمل جاري لتقييم الخسائر لتعويض المتضررين من الحرائق 26 ولاية.. والتحقيقات مستمرة لكشف المتورطين بإشعال الحرائق
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى لا تزال الجزائر تكافح حرائق الغابات المميتة، وتعكف الفرق المتخصصة الموفدة لـ 26 ولاية شهدت اندلاع حرائق غابات خلال الأيام الأخيرة على جرد الخسائر التي مست الممتلكات المنقولة و غير المنقولة في انتظار عرضها على اللجنة الوطنية لتقييم و تعويض المتضررين التي نصبها، أمس الاثنين، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حذر خبراء جزائريون من أن "فيضانات غير مسبوقة" قد تعقب حرائق الغابات في عدد من الولايات الجزائرية، إن لم تتخذ الحكومة تدابير وإجراءات استباقية تحد من آثار ذلك.وفق صحيفة الشروق الجزائرية.

كارثة الفيضانات

وأوضح الخبير في المخاطر الكبرى عبد الحميد بوداود، أن "إخماد الحرائق لا يعني أن البلاد انتصرت، ويعود كل واحد إلى مكانه، بل بالعكس فإن العمل سينطلق الآن للقيام بما يلزم لتفادي كوارث الفيضانات جراء الحرائق في ظل احتراق الغطاء النباتي في الجبال والمرتفعات".

وأوضح بوداود أنه على السلطات أن تباشر عمليات تهيئة في المناطق المتضررة، على غرار تسريح القنوات والجسور ومجاري المياه المحاذية للطرقات والشعاب والوديان، كونها ستتلقى كميات هائلة من المياه بعد التساقطات المطرية القادمة.

وحذر من أن عدم الإسراع في اتخاذ تدابير استباقية قد يضيف ضحايا آخرين جراء فيضانات محتملة في الأشهر القادمة.

وأشار إلى أن حرائق الغابات "تتسبب عادة في فيضانات مدمرة بسبب احتراق الغطاء النباتي، إذ أن المياه الناجمة عن تساقط الأمطار وخصوصا في الجبال والمرتفعات تجد الطريق أمامها للنزول بقوة شديدة في المنحدرات نحو الشعاب والوديان، وتجرف في طريقها كل ما تجده، ما يتسبب في فيضانات وجرف للطرقات".

كذلك نقلت الصحيفة عن رئيس الجمعية الجزائرية للطب الاستعجالي والكوارث، كوردورلي حساين، أن "نزع الغطاء النباتي بفعل الحرائق والذي مس مساحات واسعة في عدة ولايات، ينجر عنه انجراف التربة ومخلفات الحرائق، ما يتسبب في فيضانات كبيرة تجرف في طريقها كل مشتقات ومخلفات الحرائق نحو المدن والقرى والطرقات والجسور والسدود".

تعويضات لمتضررى الحرائق

وبهذا الخصوص، أوضح المفتش المركزي بوزارة الداخلية عبر العزيز دليبة في تصريح للتلفزيون الجزائري أنه و تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية و وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تم إيفاد فرق متخصصة للبلديات المتضررة على مستوى 26 ولاية مستها حرائق الغابات، للشروع في إحصاء الأشخاص المتضررين و تقييم الخسائر الناجمة عنها.

وتتشكل هذه الفرق من إداريين و خبراء في المراقبة التقنية، مهمتهم جرد الأملاك المنقولة و غير المنقولة التي تضررت جراء حرائق الغابات، لتتبع العملية في مرحلة ثانية بإعداد التقييم المالي لهذه الأضرار.

وأشار ممثل وزارة الداخلية إلى أن هذه الملفات ستخضع للمراقبة على مستوى الدائرة المعنية ثم الولاية، لتعرض بعدها على اللجنة الوطنية لتقييم و تعويض المتضررين من هذه الحرائق، معربا عن أمله في أن يتم الانتهاء من العملية ككل "في آجال تكون جد معقولة".

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد نصب، يوم أمس، اللجنة الوطنية لتقييم وتعويض المتضررين من حرائق الغابات التي شهدتها بعض ولايات الوطن، والتي أوكلت رئاستها إلى المستشار المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الحفيظ علاهم.

ووجه رئيس الجمهورية "تعليمات صارمة" لأعضاء اللجنة للعمل بـ"طريقة منظمة مع كل القطاعات واللجان الولائية التي يترأسها الولاة للشروع الفوري في تعويض المتضررين في ممتلكاتهم".

 

وتتمثل مهمة اللجنة أساسا، حسب بيان لرئاسة الجمهورية، في "استقبال ملفات اللجان الولائية المكلفة بتقييم الخسائر"، حيث أمر الرئيس تبون أعضاء اللجنة بالعمل "بكل شفافية، وبالمساواة مع كل المتضررين، وإشراك رؤساء لجان القرى والمداشر في تحديد قوائم المتضررين" الذين أكد على أنهم "سيجدون الدعم الكلي من الدولة".

كما قرر رئيس الجمهورية في ذات الإطار، منح علاوة مالية مقدارها مليون دينار جزائري، يتم صرفها لعائلات الشهداء، مدنيين وعسكرين، تمنح لوالدي الشهيد إذا كان أعزب، وإلى زوجته إذا كان متزوجا.

وكان الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، قد شدد، الأسبوع الفارط، في زيارة له لولاية تيزي وزو، الأكثر تضررا من هذه الحرائق "الإجرامية"، على أن التعويض "سيشمل كل المتضررين"، حيث "تم تسخير كل الامكانيات الوطنية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها".

استمرار التحقيقات

فيما تستمر التحقيقات مع 33 مشتبها بهم تم توقيفهم على خلفية اتهامهم بالتوط فى جريمة حرق الغابات ، وقال تبون، في وقت سابق، إن المشتبه بهم يوجدون حاليا في قبضة العدالة من بينهم 11 في ولاية تيزي وزو، و4 في عنابة، والباقي في ولايات المدية وجيجل وعين الدفلى، وأضاف الرئيس الجزائري أن "التحريات مستمرة للقبض على كل الضالعين في هذه الحرائق"، مؤكدا أن "العدالة ستأخذ مجراها في هذا الشأن".

ودعا تبون إلى "ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي لكل المغرضين الذين يعملون على بث التفرقة بين الجزائريين"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة