توفى مساء الخميس 13 أغسطس من العام الماضى، الفنان سمير الإسكندرانى عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد صراع مع المرض، بمستشفى النزهة حيث كان يتلقى العلاج هناك، ذلك النجم الذى أجاد الغناء بالإيطالية والإنجليزية والفرنسية والتشيكية، ليختلط الفن الغربى والشرقى بداخله دون صراع.
وفى حوار سابق أجرى قبل وفاته؛ أشار الإسكندرانى إلى أن عمله مع المخابرات مرحلة أساسية وفارقة فى حياته مؤكدًا أن أحد أجداده كان يهوديًا واعتنق الإسلام، وحاول أحد الإسرائيليين تجنيديه أثناء دراسته فى إيطاليا، وساهم فى إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية فى مصر.
القصة بدأت بتلقى سمير الإسكندرانى، دعوة من المستشار الإيطالى بالقاهرة لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وذهب لاستكمال دراسته فى مدينة بيروجيريا الإيطالية عام 1958.
كان سمير الإسكندراني، متفتحًا ومثقفًا يجيد 5 لغات، ويحب الرقص واللغات، وكانت إيطاليا مثل غيرها من الدول الأوروبية التى تعج بعملاء الموساد الإسرائيلي، الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد لصالحهم.
ركز عملاء الموساد على سمير الإسكندرانى للإيقاع به عن طريق شاب يدعى سليم، وفقا لموقع المجموعة 73 مؤرخين. تقرب الشاب "سليم" من سمير الإسكندراني، لكن سرعان ما تسرب الشك إلى الفنان من تصرفات الشاب المريبة، خاصة بعدما عرف بجواز سفره الأمريكي، رغم ادعاء الشاب أنه عربي. وتوطدت أواصر الصداقة بينه وبين سمير، وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية، التى تتطلب سرعة التحرك وسريته.
قرر سمير الإسكندرانى أن يراوغ سليم ، حتى يعرف ما يخفيه، وأوهمه أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم وليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودى، وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية، منه للمصرية، وسقط سليم فى فخ الثعلب، وأندفع يقول فى حماس: كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصريا يا سمير ، أنا يهودى.
بدأ سمير الإسكندرانى تدريباته على الحبر السرى، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكبارى والمواقع العسكرية، وطلب منه التطوع فى الجيش عند عودته إلى مصر بمقابل مادى كبير، وأخبر سمير الاسكندرانى شقيقه بالأمر وسأله الكتمان وطلب منه السفر إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة، ليروى لها كل ما لديه، وأصر الاسكندرانى على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال شخصيا وبالفعل استمع الرئيس فى اهتمام شديد، إلى القصة التى رواها سمير.
بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر برمته على مائدة البحث، وراحوا يقلبونه على كل الوجوه، ويدربون الشاب على وسائل التعامل، وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد، حتى تمكن من إسقاط شبكات تجسس داخل مصر.
ودعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه على نجاحه فى تلك اللعبة، وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى "لقب الثعلب" عندما تسبب نجاحه فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة